حاوره لطفي ص بتواضعه المعهود استقبلنا نجم الكرة الجزائرية الأول رابح ماجر بمنزله وأتاح ل «البلاد» أن تكون الأولى التي تزور بيت صاحب الكعب الذهبي لإجراء حوار، فضلنها أن يكون خارج المألوف وأسئلته لا تدور فقط حول كرة القدم، بل عن كل ما يحيط بالنجم الجزائري من ظروف وأشياء قلة من الناس يعرفها عن رابح ماجر الذي حدثنا بكل تلقائية عن يومياته الرمضانية والأسباب التي دفعته ليقضي شهر رمضان ببلده للمرة الثانية على التوالي بعد 30 سنة خارج الجزائر، إلى جانب مواضيع أخرى طرحناها عليه ليكون العاشق لرابح ماجر على دراية بها وليعرف يوميات اللاعب الذي كثيرا ماأسعد الجزائريين، وهي اليوميات التي لا تختلف عن يوميات أي جزائري وهو ما يعكس شخصية ابن حسين داي المتواضعة. أولا نشكركم على استقبالكم لنا في منزلكم ونعرف أن قلة من الصحف من أتحت لها الفرصة لتزورك في بيتك؟ ليس هناك مشكل وأنا أشكركم أيضا على هذه الفرصة التي أتيحت لي من أجل التحدث عن مواضيع أخرى خارج كرة القدم، التي أصبحت ترهقني كثيرا. نعرف أنها السنة الثانية على التوالي التي تقضي فيها شهر رمضان بالجزائر، أليس كذلك؟ نعم بعد 30 سنة من الغربة وبعد أن وجدت بعض الوقت فضلت أن أقضي شهر رمضان في بلادي وأتذكر الأيام الخوالي وتعويض السنوات التي لم أقض فيها شهر رمضان بالجزائر، ولكم أن تتصوري صعوبة ذلك بالنسبة لي. ما هي الأشياء التي يبدو أنك اشتقت لها؟ كل شيء بداية كما يقال عندنا من «ريحة رمضان» التي افتقدتها كثيرا إلى جانب الحي الذي ترعرعت فيه، وكل ما له علاقة بهذا الشهر الذي له نكهة خاصة في الجزائر، خاصة «حسين داي» التي كل ما آتي إلى الجزائر أزورها. وكيف يقضي رابح ماجر يومياته في هذا الشهر الفضيل؟ ككل جزائري لست من هواة النوم كثيرا ولا السهر في الليل، بل أكثر من هذا أستيقظ في الصباح من أجل القيام بالتسوق في أماكن محددة ولا أفضل الأسواق الشعبية وذلك حرصا مني على أن لا أرفض أي أحد إذا طلبني في صور تذكارية، وهو ما يجعلني أتفادى كل تلك الأمور. كما أنني أحبذ كثيرا اللعب مع ابني الصغير لطفي وهو آخر العنقود. كما أنني لا أفوت القيام بالرياضة في منزلي خاصة السباحة في مسبح المنزل. ماهي الأطباق التي يحبذ كثيرا رابح ماجر تناولها في الشهر الفضيل؟ أولا يجب أن يعرف الجميع أنني لست صعبا في «الكوزينة»، وأنا ككل جزائري أفضل في المقام الأول الشربة، البوراك وحتى المتوّم الذي لا يغيب عن مائدتنا في شهر رمضان. هل تتأثر بشهر رمضان والصيام؟ لا بل على العكس شهر رمضان هو من يجد صعوبة معي، لأنه يعلم جيدا أنه لا يؤثر في بتاتا (يضحك). هل لديك كثير من الأصدقاء تقضي معهم الشهر الفضيل؟ هناك اثنين أو ثلاثة وفي رأس القائمة صديقي بوزيدي الذي أتفاهم معه كثيرا. ما هي الأماكن التي تزورها أولا عندما تأتي إلى الجزائر؟ أولا عندما آتي إلى الجزائر لا أنزل من السيارة وذلك تفاديا كما قلت آنفا للاختلاط الكثير مع الناس الذين يكنون لي حبا كبيرا. أما عن الأماكن فهي حسين داي على وجه الخصوص. ما هو الفرق بين شهر رمضان في الدوحة وشهر رمضان في الجزائر؟ بعض أصدقائي يريدون تمضية شهر رمضان في دولة قطر، بسبب المقاهي والأسواق والمراكز التجارية هناك، لكن أقول شتان بين الصوم في الجزائر وقطر، بسبب الأجواء التي تعتبر فريدة في الجزائر ولم أندم على عودتي لبلدي لقضاء شهر رمضان هنا. تواجدك في الجزائر يتزامن مع الألعاب الأولمبية، هل لديك أي أخبار عنها؟ لا ليست لدي أية فكرة، لكن أتمنى التوفيق للنخبة الجزائرية وكل ما شاهدته مباراة في كرة القدم النسوية بين فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، لكن بودي إضافة شيء. تفضل ما هو؟ غياب الجزائر عن منافسة كرة القدم في الأولمبياد يعتبر عيبا وعارا على بلد في حجم الجزائر، وما أنجبته من لاعبينا وكل هذا راجع إلى سياسة المسؤولين على الكرة الجزائرية. هل وصلت إلى مسامعك حادثة سرقة فتيات من منتخب كرة الطائرة لمنتجات رياضية قبل الأولمبياد؟ لا ولكن أنا متأكد أنهن لم تقصدن السرقة، لأن الأمر يتعلق بمقتنيات رخيصة الثمن، بل أعتقد أنها عادة والكثيرين لديهم مثل هذه العادات. لاحظنا أنك مقرب كثيرا من ابنك لطفي؟ صحيح هو آخر العنقود وصديقي المفضل في نفس الوقت وأحب البقاء معه كثيرا، هو يدرس في المدرسة الفرنسية في الدوحة ويلعب في نادي لاخويا وهو لاعب موهوب أتنبأ له بالكثير. كما أنه اختير ضمن فريق أسباير للتفوق الرياضي. هل سيختار الجزائر أم فرنسا؟ اسأله، سيختار الجزائر دون أي تردد. كما أنه يتفاعل كثيرا مع المنتخب الجزائري. خارج مجال كرة القدم، هل لديك أصدقاء؟ كثيرون من عالم السياسة والرياضة، لكن بالتحديد أذكر هنا نور الدين مرسلي الذي قدم الكثير للرياضة الجزائرية وشرفنا كثيرا، إلى جانب العداء المغربي هشام الڤروج الذي تربطني به علاقة طيبة، ومن الفنانين هناك حميد عاشوري الذي ألتقي به وهو شخص ظريف. من هم الممثلون الجزائريون الأقرب إلى قلبك؟ دون شك عثمان عريوات فهو ممثل خارج المألوف وفنان كبير، لكن خسارة كبيرة أن يهمش بهذه الطريقة لأن لديه أفكار مخالفة للبعض ومن هذا المنبر أبعث رسالة إلى خليدة تومي أن تنفض الغبار عنه، لأن الشعب الجزائري كله يطلب ذلك. بعض لاعبي الخضر لم يحافظوا على مكاسبهم وحتى لاعبي الوقت الحالي فبعد حالة الترف التي وصلوا إليها نزلوا إلى الحضيض؟ أولا تربيتي أملت علي شيئين مهمين وهما تسيير العائلة والحياة العائلية، والشيء الثاني تسيير حياتك الشخصية، الحمد لله ليس هناك سر يذكر فيما وصلت إليه بعد كرة القدم، بل كل شيء راجع إلى تربيتي التي كانت على أسس صحيحة. هل رابح ماجر من الآباء المسيطرين الذين يملون على أبنائهم خريطة مستقبلهم؟ لا عكس ذلك، الحمد لله لدي ثلاثة أبناء واحدة أكملت دراستها وتعمل في إحدى الشركات البترولية، والثاني اتجه للسياسة بعد أن درس في جامعة جورج تاون والثالثة تزاول دراستها بنفس الجامعة.. كل واحد من أبنائي اختار طريقه وأنا مرتاح في انتظار ابني الصغير لطفي. لو نعود إلى فريقك السابق نصر حسين داي وما يجري فيه، هل أنت قادر على المساعدة؟ حقيقة ما يحصل في فريق كبير مثل النصرية شيء مؤسف للغاية. أما عن سؤالك الثاني فأقول إنني لا أعرف لحد الساعة بأية طريقة يمكنني أن أقدم المساعدة لهذا الفريق وأرى ضرورة حدوث تغيير شامل في هذه المدرسة الكبيرة في كرة القدم. ما حكايتك مع العميد؟ الجميع يعرف أنه بعد النصرية أشجع العميد، ففي سنة 1981 جاءني عرض من نادي باريس سان جيرمان وكنت أرغب في الذهاب، لكن كزال، رئيس الاتحاد، قال لي إن العرض لم يكن مغريا، لكن كنت أعرف أن الأمر يتعلق بقانون السن الذي يحضر الاحتراف في الخارج تحت 26 سنة وبعدها قلت له أريد أن أمضي في العميد لكن زوبا أقنعني بالبقاء لموسم آخر، خاصة وأن الاتحادية قالت لي إن القانون لا يسمح لي بذلك وهو ما حصل، حيث بقيت موسم واحد قبل الانتقال إلى راسينغ باريس. بدايتك كانت كمدافع، أليس كذلك؟ حقيقة كنت مدافعا في الأواسط وعندما لاحظ بعض المؤطرين أنني أحسن التسجيل بالرأس، تحولت إلى مهاجم أيمن وأول هدف لي مع النصرية في صنف الأكابر كان أمام اتحاد الحراش وانتهى اللقاء بهدف في كل شبكة وسجلت هدفا ضد الحارس بلكحل. بعدها شاركتم في الألعاب الإفريقية سنة 1978 وكان عمرك 18 سنة، ما هي المنحة التي تحصلتم عليها بعد الفوز بالذهبية؟ قد أفاجئك إن قلت لك أننا تحصلنا على دفتر توفير بقيمة 2000 دج، وأذكر أيضا أننا تحصلنا على ثلاجة بعد الفوز أمام شبيبة القبائل في نهائي كأس الجمهورية، لكن في ذلك الوقت كان زمن الكرة الجميل ولا أحد يبحث عن الأموال، عكس ما يحصل حاليا. لو لم يكن رابح ماجر لاعب كرة قدم، ما هي المهنة التي كنت تحلم بها؟ بعد كرة القدم كان حلمي أن أصبح قائد طائرة، فأنا شغوف بالطائرات وكل شيء يتعلق بها. ما هي الأشياء التي ندمت عليها فعلا في مشوارك الرياضي؟ كان حلمي الكبير والذي ضيعته ارتداء ألوان العملاق الايطالي انتر ميلان سنة 1986، لكن الأقدار أرادت غير ذلك فبعد أن أمضيت له أصبت مع فريقي فالنسيا الاسباني بإصابة خطيرة أبعدتني عن ذلك الحلم، لكن هذه هي أحكام الكرة ولا يجب الهروب منها وأنا متقبل لما قسمه الله لي. أنهيت مشوارك الرياضي في قطر، هل لك أن تفسر لنا ذلك؟ بعد نهاية مشواري الرياضي عدت إلى الجزائر، لكن فريق قطر الذي لعبت له أقنعني بكل الطرق ولعبت تحت ألوانه وأنا فخور جدا بأن أكون قائد الجوق بعد ذلك، حيث فتحت المجال لانتقال العديد من اللاعبين الكبار إلى البطولة القطرية والحمد لله أن الجميع يشهد بذلك وأنا فخور جدا بما قدمته لهذا البلد كلاعب أو كمدرب بعدها. ماهي أحسن الملاعب التي لعبت فيها وبقيت راسخة في ذهنك؟ العديد من الملاعب بقيت راسخة في ذاكرتي وهنا يحضرني ملعب نيوكامب بأرضيته الرائعة، إلى جانب ملعب غوادالاخارا في مكسيكو، دون نسيان أيضا ملعب سانسيرو في ايطاليا الذي أعتبره ملعبا من كوكب آخر والجميع يريد اللعب في هذا الملعب الرائع. انتظروا مفاجآت كثيرة في الجزء الثاني من الحوار ^ رابح ماجر و الربيع العربي ^ حكاية ماجر مع أمير قطر ^ موقف ماجر من استقالة بن شيخة ^ حكايته مع عصاد والنجم مارادونا