اللحية والحجاب من أبرز ملامح العديد من الشخصيات الدرامية المقدمة في السباق الرمضاني هذا العام، واعتبر النقاد ذلك أمرا طبيعيا، وقد يكون استهزاء أو تكريما بحسب الشخصية الممثلة. بالنسبة للنجوم الرجال اشترك هذا العام مجموعة منهم بإطلاق لحاهم ضمن أحداث أعمالهم، مثل محمود عبد العزيز الذي ظهر بلحية كبيرة في مسلسل باب الخلق، وكذلك جمال سليمان في مسلسل سيدنا السيد، وأيضا نور الشريف الذي شهد مسلسل عرفة البحر إطلاق لحيته وحلق شعره. أما بالنسبة للحجاب فظهرت العديد من النجمات به، مثل علا غانم في مسلسل الزوجة الرابعة ودينا الذي ارتدته في مسلسل باب الخلق على الرغم من تجسيدها لشخصية راقصة ضمن أحداثه، ورانيا محمود ياسين ظهرت به لتقديمها شخصية الداعية زينب الغزالي في مسلسل أم الصابرين. هل الأمر مجرد صدفة؟ نور الشريف في مسلسل عرفة البحر ولو أن انفجار اللحية والحجاب حدث في وقت آخر غير وقتنا الحالي- والذي تولي فيه التيار الديني السياسي نظام الحكم- لما انتشر الشعور بوجود اتجاه موجه من صناع الدراما لمغازلة ذلك التيار ومسايرة المستجدات في واقعنا الجديد. وفي ظل هذا التكرار ، طرحت صحيفة “أخبار النجوم” المصرية سؤالا؛ هل يمكن اعتبار هذه التغيرات ظاهرة تخفي اتجاها مقصودا، أم أن الأمر مجرد صدفة السبب فيها هو كون اللحية والحجاب من المتطلبات المطلوبة لتجسيد تلك الشخصيات؟ وهل الدراما لابد ان تتماشي مع ما يشهده الواقع من تغيرات. في البداية تؤكد الناقدة ماجدة خير الله انه لا يوجد ظاهرة من الأساس والدليل علي ذلك ان الشخصيات الدرامية الملتحية ليست متدينة وبالتالي فهي لا تغازل النظام السياسي الجديد من قريب أو بعيد. وتكمل حديثها قائلة: “لا يجوز الخلط بين التدين واللحية وأبسط دليل علي ذلك الشخصية التي يلعبها أمير كرارة في مسلسل “طرف ثالث” حيث يظهر ملتحيا وفي نفس الوقت عامل “ديل حصان” فهل يجوز هنا أن تكون شخصيته متدينة لمجرد تربيته للحيته؟ ليست كل لحية تعني الالتزام والتدين جمال سليمان قدم شخصية صعيدية في مسلسل سيدنا السيد وأضافت خير الله “جمال سليمان الذي يعرف عنه اطلاقه للحيته عند تجسيده لشخصية صعيدية وهو ما حدث في مسلسل “سيدنا السيد”، ايضا شخصية دياب في مسلسل “خطوط حمراء” رجل ملتحي يعمل في تجارة السلاح ولديه علاقات نسائية خاصة فهل هذا يعني انه رجل ملتزم دينيا؟ وأشارت إلى انه ليست كل لحية تعني التزام وتدين صاحبها، وفي رأيي تحمل دراما هذا العام كما من التهكم والسخرية في تناول الشخصية التي تدعي التدين او الشخصية التي تتخذ من اللحية والحجاب حماية لها وذلك بعكس الأعوام السابقة، فلم أشعر ابدا ان الدراما تتملق التيار الديني او تجامله بل بالعكس تنقده نقدا لاذعا. أما بالنسبة للشخصية المحجبة، تشير خير الله إلي ان نسبة تقديمها هذا العام جاءت أقل من الأعوام السابقة فيما بين نجمات الصف الاول، اما ظهورها بين ممثلات الصف الثاني والثالث فهذا أمر طبيعي ويتكرر منذ سنوات ولا يحمل أي شبهة مغازلة للتيار الإسلامي. طبيعة الدور تحدد ارتداء الحجاب أو إطلاق اللحية وفي نفس السياق تقول الناقدة ماجدة أن مسألة ارتداء الحجاب أو إطلاق اللحية يعود الي طبيعة الدور وبالتالي فهو ليس دليلا حاسما علي مجاملة التيار الإسلامي، ولكن مع ذلك قد تشهد الحلقات المقبلة تناول زوايا معينة تغازل وتساير نظام الحكم الجديد. اعترض الناقد عصام زكريا علي وجود تلك الظاهرة ليعترف ان الموسم هذا العام قد شهد مبالغة بعض الشيء في تقديم الشخصيات الملتحية والمحجبة ولكنها لاتصل لدرجة الظاهرة السائدة.. وأضاف قائلا: “في رأيي انتشر الشعور بوجود تلك الظاهرة بسبب طبيعة الأوضاع التي تشهدها البلاد حاليا والتي تم تفسير نشأتها بدافع مغازلة التيار السياسي الديني الحاكم في مصر. اعتقاد بسيطرة التيار الديني دياب في مسلسل خطوط حمراء وأبان أنه نتيجة للاعتقاد السائد بين معظمنا بسيطرة التيار الديني علي مجريات الأمور السياسية صار الذهن محملا بأن ظهور أكثر من شخصية درامية باللحية أو الحجاب في الأعمال التليفزيونية يأتي من أجل مسايرة نظام الحكم الجديد.. وهي وجهة النظر التي اختلف معها تماما. وشدد على الواقع الحالي يجعلنا نتعامل بحساسية زائدة تجاه الأشياء بشكل يتجاوز الحقيقة، فلو ان هذا الأمر حدث خلال نظام الحكم السابق لما التفت أحد إلي تكرار نماذج الشخصيات الملتحية والمحجبة في الدراما التليفزيونية.