برغم الطابع الفلاحي لولاية سطيف، إلا أنها تتجه نحو إضافة طابع آخر بحيث أصبحت ولاية تجارية بإمتياز، وقد عرفت العشريتان السابقتان تطورا كبيرا في الحياة التجارية بالولاية وأصبحت ذات شهرة وطنية بأسواقها، وعلى سبيل المثال تشتهر مدينة العلمة بأكبر سوق وطني لمختلف المواد الإكترونية والأواني المستوردة من الخارج أما مدينة سطيف فهي معروفة بالتخصص التجاري حيث تختص كل تجارة بحي من أحيائها الكبيرة , حيث يعتبر حي قيرواني قرب وسط المدينة حي متخصص في تجارة المواد الغذائية وطنيا ويتكون من حوالي 400 تاجر، إضافة إلى احتضانها سوقا كبيرا لمواد البناء في حي خشمي وسوقا أسبوعيا وطني للسيارات وآخر للأغنام وتبين الاحصائيات أن بلدية سطيف تضم 40 مركزا تجاريا و14 سوقا أسبوعيا وسوقين للتجزئة بالإضافة إلى عشر أسواق مخصصة للخضر والفواكه واللحوم والمواد الغذائية بالتجزئة ويبلغ عدد التجار سنة 2011 للجملة 1206 تاجر و11721 تاجر بالتجزئة أما على المستوى الولائي فيقفز عدد المراكز التجارية إلى 50 و46 سوق أسبوعي و24 سوق مغطاة تنتشر عبر ربوع 60 بلدية تشكل الولاية في حيث يبلغ عدد تجار الجملة 2160 و31786 تاجر تجزئة. أما قدرات التخزين على المستوى الولائي فتبلغ 280600 متر مربع منها 80700 متر مربع مغطاة أما مستودعات التبريد فيبلغ حجمها 8000 متر مكعب وبالنسبة لمخازن الحبوب فتبلغ طاقتها 96910 متر مكعب من الناحية النظرية بينما تبلغ عمليا أكثر من ذلك بكثير. ونشير أن سوق الجملة للخضر والفواكه بسطيف، والواقع وسط المدينة أصبح لا يلبي الحاجات المحلية لصغر حجمه كما خلق حركة إزدحام كبيرة حوله، حيث تقصده يوميا عشرات الشاحنات المحملة بالخضر والفواكه من مختلف جهات الولاية وحتى الولايات المجاورة، الأمر الذي أدى بكثير من تجار التجزئة الذين يتوفرون على إمكانيات النقل إلى اللجوء إلى أسواق جملة للخضر والفواكه أكثر اتساعا وشهرة وعلى رأسها سوق شلغوم العيد 60 كلم عن سطيف والمعروف وطنيا ويقصده كل تجار الشرق الجزائري و يعتبر ممونا رئيسيا لسوق سطيف للجملة. ويساهم سوق الجملة للخضر والفواكه بسطيف في التموين المنتظم لجميع الأسواق الفرعية بالولاية بالأطنان يوميا من احتياجاتها من الخضر والفواكه مما أدى إلى تحقيق نوع من الاستقرار والوفرة بشكل منتظم. وهنا نذكر بأن أكبر سوق شعبي بالتجزئة للخضر والفواكه واللحوم والمواد الغذائية بالمدينة يتواجد بحي لندريولي الذي يقصده الجميع وخاصة أصحاب الدخل البسيط بسبب أسعاره المعقولة، إلا أن هذا السوق لم يتمكن من الصمود أمام الزيادات الأخيرة في الأسعار خاصة عندما وصلت أسعار البطاطا 90 دج والطنائم إلى 120دج، مما خلق إستياء حقيقيا لدى قاصديه. من مراسلنا : نور الدين بوطغان