طالب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني بالتكثيف من عملياتها الإرهابية ضد الغرب وحلفائه، وذلك لدعمهم المعارضة السورية التي تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد. ووفق ما نقلته صحيفة «التلغراف» عن المخابرات الغربية، فإن خامنئي دعا لاجتماع سري مع مجلس الأمن القومي الإيراني في طهران لمناقشة تقرير حول الآثار المترتبة على إيران جراء قلب نظام الحكم في سوريا. والتقرير الذي أشرف خامنئي بنفسه عليه يؤكد أن مصالح طهران الوطنية تتأثر فعلاً بالعقوبات الدولية المفروضة عليها من الأممالمتحدة بسبب برنامجها النووي بالإضافة إلى أن دعم الدول الغربية للمعارضة في سوريا الحليف الأول لإيران سيؤثر بدوره على مصالحها بشكل مباشر. وخلص التقرير وفق الصحيفة البريطانية إلى أنه يتحتم على طهران ألا تكون سلبية أمام التهديدات التي تستهدف أمنها القومي، مشيرا إلى أنه يتعين على السلطات الإيرانية أن توضح للغرب أن هناك خطوطا حمراء لا يجب تجاوزها بأي شكل من الأشكال في التعامل مع ما يجري على الأرض في سوريا. وقدم التقرير النصيحة للنظام الإيراني بإرسال تحذيرات لكل من أمريكا وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر للالتزام فيما يخص الوضع في سوريا بصفة خاصة والمنطقة كلها بشكل عام، مشيرا إلى أن تلك الدول لا تتمتع ب«الحصانة» في المنطقة. وتجاوب خامنئي مع التقرير وفق الصحيفة بتوجيه أوامره لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بتكثيف الهجمات ضد الغرب وحلفائه ممن يدعمون المعارضة في سوريا. وفي الأثناء، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن شكوك كبيرة في احتمال إجراء مشاورات حول استقالة الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي أشار إليه نائب رئيس الوزراء السوري في موسكو أول أمس. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند «اطلعنا على المعلومات حول هذا المؤتمر الصحافي الذي عقده نائب رئيس الوزراء السوري. بصراحة، لم نر فيه أي جديد استثنائي». ودعت الحكومة السورية قبل يومين إلى حوار شامل ومفتوح مع المعارضة لكن دون شروط مسبقة. واعتبرت دمشق فيما بدا ردا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن التدخل العسكري الخارجي قد يؤدي لمواجهة تتجاوز حدود البلاد. ودعا قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري في مؤتمر صحفي بموسكو المعارضة السورية إلى حوار شامل ومفتوح من دون شروط مسبقة، أما وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر الذي قال إنه بحث جهود المصالحة الوطنية مع المسؤولين الروس فاشترط أولا وقف العنف لإيجاد آلية لتسليم السلاح وانخراط حاملي السلاح في العملية السياسية. وردا على سؤال عن إمكانية استقالة الأسد، قال نائب رئيس الحكومة السورية «على طاولة الحوار لا شيء يمنع أن تبحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطلب بحثها أحد المتحاورين، حتى هذا الموضوع يمكن بحثه». لكنه تدارك الأمر وقال إن «وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمنا إقفال طاولة الحوار قبل بدئها».