عرفت المراكز الحضرية الكبيرة في ولاية الشلف, تجددا لأعمال الجريمة وحوادث السرقة ,والنشل والسطو وكثرة الارقام الأمنية الدالة على استفحال بؤر الاجرام في التجمعات السكانية الواقعة في المدن الكبيرة ,مما تشير إلى أن الوضع العام يتحول بشكل سريع من مدينة كانت اقرب الى الهدوء والاستباب الأمنية الى الصخب والازعاج والحيرة ,ووفقا لمصادر أمنية ,فان وتيرة الاجرام المتزايد من يوم الى اخر تعكسها الارقام المرعبة التي سجلتها مصالح امن الشلف خلال شهر رمضان المنقضي بعدما تم القبض على 508 شخص تورطوا في 573 قضية جنائية مختلفة ,أسفرت التحقيقات معهم عن حبس 69 منهم بتهم مختلفة ابرزها الاعتداءات الدموية باستعمال السلاح الابيض المحظور ,تليها السرقات وحيازة اشياء ثمينة والاتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة ,فيما تم تسجيل 209 حالة تخص بالذكر عدد القضايا المتعلقة بالتعدي على الاشخاص والممتلكات شارك فيها 258 شخصا ,في ذات السياق ,أوردت الأرقام الرسمية ,ارتفاعا مثيرا في جرائم سرقة السيارات والسطو على المنازل خلال الفترة الممتدة بين 19 جويلية الى غاية 20 من شهر أوت المنقضي ,حيث نالت حصة 20 في المائة من عدد القضايا المسجلة ,بالإضافة إلى ذلك, تم احصاء 11 قضية تتصل مباشرة بالاتجار واستهلاك المخدرات وفقا للمصدر نفسه ,ولم يكن الفاصل الزمني بين هذه الجرائم أكثر من يوم واحد ,بل بضع ساعات في بعض الأحيان ,وأبرزمثال على ذلك نجاح الفرق الأمنية في توقيف عصابةمكونة من 3 أشخاص في حي البدر بتهمة المتاجرة في الكيف المعالج وبعدها بساعتين تمكنت مصالح الأمن الحضري الخامس بوسط مدينة الشلف من توقيف أثنين في حي بن باديس بتهمة ترويج المخدرات. الغريب أن الجريمة باختلاف أنواعها في التجمعات السكانية بمدينة الشلف صارت ترتكب باحترافية عالية وباستعمال تقنيات حديثة في السطو على الاشياء الثمينة للحيلولة دون تحديد البصمة الجنائية لمتكبي الجريمة على غرار جرائم السطو على سيارات الكراء التي تبقى المستهدف الرئيسي في قضايا الاجرام. عموما,تبقى أنواع معينة من الجرائم منحصرة في مدن الشلف ,بوقادير ,تنس ,وادي الفضة والشطية دون أخرى, تندر فيها جرائم السرقات بالعنف, كما أن وضع الجريمة ومسبباتها في المدن تختلف عما هي عليه في الأرياف, التي تقتصر على نزاعات الإرث المادي أو العقاري أو الماشية ناهيك عن جرائم الشرف, ونادرا ما تسجل فيها جرائم تزوير أو نصب أو غيرها. وهناك ظاهرة أخرى, وهي أن الكثير من الجرائم التي تُرتكَب حاليا في عاصمة الولاية, يكون أبطالَها أشخاص من خارج المدينة ,وهذا يشير إلى كون الشلف لم تعد قادرة على تلبية رغبات كل القادمين إليها,والذين يتحول عدد منهم إلى الانحراف من أجل كسب لقمة العيش.