مهندس من قسنطينة خاض معهم المغامرة أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، في ساعة مبكرة من يوم أمس محاولة انتحار جماعي قام بها 16 شابا برمي أنفسهم في قاع البحر بعد منعهم من مواصلة مغامرة هجرة سرية على متن قارب صيد تقليدي الصنع باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية. واستنادا إلى مصدر من المجموعة الإقليمية لحراس فإن وحدات البحرية تلقت على معلومات أولية مفادها وجود مجموعة من الشبان تعتزم القيام بمحاولة الهجرة غير الشرعية مباشرة من شاطئ سيدي سالم. وهي المعلومات التي جعلت الوحدات المعنية تكثف من دورياتها الرقابية عبر الشريط الساحلي الممتد من الطارف إلى سكيكدة. وقد تمكنت عناصر البحرية من التفطن لوجود قارب في عرض البحر، لتتكفل الوحدة العائمة “المنتصر" بعملية المطاردة، حيث تم اعتراض مسار الزورق على بعد10 أميالبحرية إلى الشمال من رأس الحمراء، لكن هؤلاء الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة رفضوا الانصياع لتعليمات الوحدات البحرية بتسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة شرسة انتهت برمي أنفسهم في عرض البحر احتجاجا على اعتراض مسارهم، لكن عناصر حرس السواحل تمكنوا من إنقاذهم جميعا مع استرجاع الزورق الذي كان مزودا بمحرك ميكانيكي طاقته 40 حصانا بخاريا، في الوقت الذي سمحت فيه عملية التفتيش باكتشاف دلاء من البنزين ومواد غذائية. وحسب المصدر فإن الوحدة العائمة اقتادت الحراڤة الموقوفين إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، حيث تدخلت فرقة من الحماية المدنية وتكفلت بالفحص الطبي، والذي كشف أن جميع الموقوفين كانوا في صحة جيدة، ليتم بعدها إحالة كل الحراڤة على التحقيق الإداري، وقد اتضح أن هذا الفوج يتشكل من 16 شابا ينحدرون من أحياء سيدي سالم، جوانوفيل، بوزراد حسين ولاكولون بعنابة، بينهم تلميذ في المتوسط، إضافة إلى ثلاثة عناصر من ولاية ڤالمة، وآخر من ولاية قسنطينة، تبين أثناء التحقيق المعمق معه أنه مهندس تخرج حديثا وخطط لبرنامج “الحرقة" بالتواصل مع ثلاثة من زملائه يقيمون بعنابة، ليتم ضبط برنامج الرحلة بعد الاتفاق مع وسيط من حي سيدي سالم متخصص في برمجة رحلات “الحرڤة"، حيث دفع كل عنصر مبلغا يتراوح ما بين 6 و8 ملايين سنتيم من أجل حجز مكان على متن القارب.