خطف الرعايا الأوربيين واستجوابهم من مهام الفرنسيين داخل التنظيم ^ الاستخبارات الفرنسية تخشى تدريب أبناء وطنها على استعمال صواريخ «أرض جو» المهربة من ليبيا كشفت مصادر مقربة من أجهزة الاستخبارات الفرنسية أن ما يسمى بالقاعدة في المغرب الإسلامي قد تمكنت من تجنيد مواطنين من جنسيات فرنسية ضمن هذا التنظيم الذي وسع من نشاطاته في الأشهر الأخيرة بمنطقة الساحل عموما، ومنطقة شمال مالي على وجه التحديد. فحسب ما كشفت عنه يومية «لوموند « في عددها الصادر أول أمس، فإن أجهزة الاستخبارات الفرنسية استطاعت أن تتحصل على معلومات «دقيقة» و«أكيدة» بخصوص تجنيد القاعدة لمواطنين فرنسيين للعمل ضمن صفوفها. وحسب المصدر ذاته فإن الفرنسيين الذين انضموا للقاعدة في المغرب الإسلامي أحدهم يدعى «عبد الجليل» واختصاصه هو خطف واستجواب الرهائن من جنسيات» أوروبية»، وقال مصدر مالي في السياق ذاته إن «عبد الجليل كان يعيش في شمال مالي قبل وصول الإسلاميين»، و«عندما وصلوا بقي وتبنى أفكارهم». أما فيما يختص باقي العناصر، وهم أقل عددا في العمل الذي يطلق عليه داخل التنظيم بالعمل الجهادي والذي يندرج في خانة العمل الإرهابي المسلح بمنطقة الساحل. وتعطي المخابرات الفرنسية أهمية بالغة لنشاط تنظيم القاعدة، حيث تتخوف من نقل نشاطها واعتداءتها إلى داخل التراب الفرنسي خاصة وأن ذات الأجهزة بحوزتها تقارير معدة من طرف أعوانها تشير إلى إمكانية تدريب المواطنين الفرنسيين الذين انضموا إلى تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي على استخدام صواريخ «أرض جو» والتي هربت من ليبيا إلى مالي بعد سقوط نظام العقيد القذافي وهو ما سبب حالة من القلق والهلع لدى الأجهزة الاستخبارتية الفرنسية والتي أصبحت تسعى جاهدة في الآونة الأخيرة لإصدار موافقة أممية من مجلس الأمن يتيح لها توجيه ضربة عسكرية لتنظيم القاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية المسلحة الأخرى بمنطقة الساحل. وقال إريك دونيسيه، مدير المركز الفرنسي للأبحاث عن الاستخبارات في تصريحات صحفية سابقة إن وجود فرنسيين في إحدى كتائب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يشكل سابقة خطيرة في شمال هذا البلد الذي تحتله مجموعات إسلامية مسلحة منذ ستة أشهر». تجدر الإشارة إلى أن الإدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي، أحد أذرع أجهزة الاستخبارات الفرنسية، قد استطاعت سنة 1996 تفكيك جماعة «روبيه « والتي كانت مكونة من مواطنين فرنسيين وكان لها نشاطات بكل من أفغانستان والعراق والبوسنة وذلك بعدما تمكنت من إلقاء القبض على أخطر عنصر آنذاك بالتنظيم، والمسمى»ليونيل دومون». للإشارة، فإن عمليات تجنيد «الإسلاميين» الفرنسيين في صفوف التيارات الإسلامية «الجهادية» بدأت منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي وتحديدا في البوسنة والشيشان، ثم أفغانستان والعراق، بعد الغزو الأمريكي لهذين البلدين، قبل أن تصبح ليبيا مكانا مفضلا لهؤلاء، باعتبار عوامل عدة أهمها القرب من التراب الفرنسي، وعامل اللغة أيضا.