أثريت الساحة الثقافية مؤخرا بمولود جديد،للكاتب و الصحفي المغترب سعدي بزيان ،تحت عنوان "من وهج البصائر،صفحات مضيئة من تاريخ الإسلام و المسلمين في الغرب"،الصادر عن دار الأمل للطباعة والنشر والتوزيع،قدم الكاتب لمحة حول واقع الإسلام و المسلمين في فرنسا و الغرب بصفة عامة حملت مقدمة الكتاب الذي جمعت فيه سلسلة مقالات كتبها المؤلف عن الإسلام في الغرب في جريدة "البصائر" الأسباب التي جعلته يقدم ثمرة إنجازه حيث قال"إن أولي الاهتمام لهذه الفئة شبه المنسية في ثقافتنا ،و دراستنا ،و لا غرابة إذا قلت أنه لا يوجد كتاب واحد باللغة العربية في المكتبات الجزائرية حول واقع الإسلام و المسلمين في فرنسا والغرب عموما " مضيفا "حرصي الشديد علي أن أقدم خدمة للقارئ و الباحث اللذان لا يجدان أمامهما سوى ما كتبه الفرنسيون باللغة الفرنسية ومن منظورهم الخاص، والتي لم توزع في الجزائر باستثناء كتاب الأستاذ صادق سلام حول فرنسا و مسلموها" و التي أعادت نشره دار القصبة سنة2007دعيا الباحثين لاسيما المعربون إلي اقتحام مثل هذه المواضيع التي كانت ولازالت حكرا علي الفرنسيين و بعض الفرنكفونيين. هذا و جاء الكتاب الذي يقع في142صفحة في فصلين ،تناول في الفصل الأول صفحات من تاريخ الوجود الإسلامي و حقائقه في فرنسا ، إلي جانب الحديث عن تاريخ بناء المسجد باريس والمراحل التي مر بها ، وقضية فرنسا و المسلمون خلال قرن من السياسة الإسلامية 1895_2005و كيف تعامل الإعلاميين و الكتاب الفرنسيين مع الإسلام و المسلمين ،مع ذكر أهم إصدارات الفرنسية حول الإسلام في فرنسا من بينها "الإسلام في أوروبا" من تأليف جوسلين سيزاري، "الإسلام في فرنسا" وهو من إشراف مركز البحث العلمي الفرنسي والذي شارك فيه مجموعة من باحثين فرنسيين و عرب،كتاب أخر حول "مسلمون و جمهوريون"للكاتبة جوسلين سيزاري تناولت فيه قضية الشباب المسلم في النظام الجمهوري العلماني ، إلي جانب كتاب آخر لمصطفي الحلوجي حول "الإسلام و المسلمين في المدرسة الفرنسية" عالج فيه نظرة البرنامج الفرنسي للإسلام و المسلمين .، أما الفصل الثاني فقد تطرق الكاتب إلي وضعية المسلمون في فرنسا ودفاعهم الدائم عن هويتهم الثقافية و الدينية و التي نشر من خلالها حقائق عن إنشاء أول ثانوية إسلامية في فرنسا،والصراع الذي كان قائم آنذاك بين الجمعيات حول من يقود الإسلام في فرنسا و السعي نحو تنظيم المسلمين في هيئة تمثيلية إلي غاية تأسيس "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية "، كما تطرق في هذا الفصل إلي قضية معتنقي الإسلام الذي لا يعرف عددهم الحقيقي لأن معظمهم لا يعلنون ذلك أمام محيطهم وذلك حتي لايتعرضوا لمضايقات من بنى عمومتهم في الإدارات والمؤسسات الحكومية التي لا ترحب بهذا الصنف كما لم يفوت الكاتب الحديث حول نظرة المجتمع الفرنسي للإسلام و المسلمين الذين حاولوا إدراجهم في العديد من المرات لكنهم فشلوا في ذلك و السبب الوحيد وهو الإسلام رافضين بذلك الانصهار الحضاري، وقد قدم في هذا الفصل نماذج حية حول ما قدمه الأوروبيين للإسلام علي غرار روجي غار ودي فيلسوف من جنوبفرنسا الذي انتقل من المسحية إلي الشيوعية وبعدها إلي الإسلام والذي تلقي بموقفه هذا العديد من الانتقادات من بني جلده،إلي جانب السويدي "غوستاف نوربنغ"وهو ثاني شخصية سويدية تعتنق الإسلام والتي كان لهما أثر إجابي في نشر الإسلام من خلال ترجمتهم لمعاني القران في أوروبا ،متحدثا في ذات السياق علي محاولة اليابانيين لفهم الإسلام والمسلمين لغتا و حضارتا و ثقافتا وهذا ماتبين من المشروع "دراسات الحضارة الإسلامية" الذي يتعلق بدراسات الإسلامية والتي كانت تحت إشراف البروفيسور "ساتو تسوجيتاكا" أستاذ بجامعة طوكيو، و الذي يهدف إلي تطوير وسائل جديدة في مجال الدراسات للحضارة الإسلامية.بالإضافة إلي دراسات أخري تناولت المذاهب و الطوائف الإسلامية و الصراع الموجود بينهما والفكر السياسي و الحركات الإصلاحية و غيرها من القضايا الحساسة التي تهدف إلي فهم الإسلام بصفة عامة.وما يمكن استخلاصه من ذلك إن الإسلام يسطع وبقوة في أنحاء المعمورة وهذا دليلا قاطعا باستعادة الإسلام لمكانته و مجده.