"راني حاب نشوف الدم " هي العبارة المقززة التي جاءت على لسان الأخ الأصغر للشقيقان " الضحية و المتهم " الذي تأسس كشاهد في قضية الحال ، فما أراد الحضور و الإدلاء بأقواله سوى لإظهار الحق و إبطال الباطل بعيدا عن العاطفة ، و بعيدا عن علاقة الأخوة التي تربطه بالمتهم ، و في معرض تصريحاته أكد الشاهد أن شقيقه المتهم "س. فارس " قام بإزهاق روح أخيه المغدور به "س. عادل " و هذا بتاريخ الوقائع التي تعود إلى تاريخ الثامن من جانفي لسنة 2008 ، ليلتها شبّ شجار عنيف بين أخويه اللذان يتقاسمان غرفة نوم واحدة ، و كان السبب أن المتهم لم يتحمل الروائح النتنة التي كانت تنبعث من رجلي شقيقه المتهم و كذا حذائه ، و أضاف الشاهد قائلا أن شقيقه كان عدوانيا و كثيرا ما كان يردد عبارة " راني حاب نشوف الدم " إلى أن نفذ جريمته الشنعاء في حق أقرب مقربيه ،و في جميع مراحل التحقيق أقرّ الجاني بتلطيخ يديه بدماء شقيقه ، و صرّح أنه ليلة الواقعة و بعد دخوله غرفة نومه وجد شقيقه الضحية فيها وكانت بعض الروائح الكريهة تنبعث منه خاصة رائحة حذائه التي لم يتحملها ، الأمر الذي أغضبه فدخل معه في مشادات كلامية تحولت إلى شجار عنيف سرعان ما تفاقم ، وصارت المطرقة فيه سيدة الموقف ، وفي حالة غضب توجه الجاني نحو الخزانة وأحضرها ، ولم يتوانى في ضرب شقيقه الضحية على مستوى رأسه إلى أن تسبب في كسر جمجمته و أسقطه أرضا دون أن يترك له فرصة الدفاع عن نفسه ، و كان الموقف أكثر بشاعة مما يتصوره العقل حينما لم تشفي هذه التصرفات المجرّمة غليل المتهم ، و جعلته يواصل توجيه الضربات إلى الضحية إلى أن أفرغ دماغه من جمجمته ، هنا هال العائلة ما وقع على عينها ، فتكفلت بنقل الابن الضحية إلى المستشفى على جناح السرعة أملا في إسعافه ، لكن الموت كان أسرع ، ففي المستشفى لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة ، وقد أكد التقرير الطبي الشرعي أن سبب إحداث الوفاة يرجع إلى الضربات العنيفة التي تلقاها المرحوم على مستوى رأسه ، و لما سأل قاضي الجلسة المتهم عن سبب الجريمة ، كان عذر المتهم أقبح من ذنب ، و كان مجرّد حجج واهية بعبارات غير منسقة ، حينما قال أن جميع أفراد العائلة يحسدونه لأنه يعمل ويكسب قوته بنفسه وكان الكفيل الوحيد لعائلته بما فيهم المرحوم وزوجته ، لأنهذا الأخير كان مقيما باسبانيا وبعد دخوله أرض الوطن لم يحض بفرصة العمل ، هذا وقد أكد المتهم الذي لم يكن يبدو في حالة طبيعية خلال تصريحاته أن كل أفراد عائلته كانوا يسعون في العديد من المرات إلى تصفيته جسديا . من جهتها النيابة العامة لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ، وقفت أمام خطورة الجريمة وفصولها ، مركزة على مرتكبها الذي نفذها في حق شقيقه بسبب تافه ، والتمست توقيع عقوبة الإعدام في حق الجاني و الزج به من وراء القضبان حتى ينال عقابه الكافي ، و إذا ما أثبتت الخبرة الطبية إصابته بالجنون حسب ما أكده دفاعه ، فلابد من وضعه في مؤسسة علاجية لكونه أصبح يشكل خطرا على المجتمع . مريم والي