من كمال الصورة الخلقية والسمو الأخلاقي للرسل عليهم السلام فإنهم كذلك يتصفون بصفات مهمة تقتضيها وظيفتهم كوسائط بشرية بين الله تعالى وخلقه وهي صفات لابد من وجودها مجتمعة في كل رسول وهي : أولا :الصدق : النبوة رسالة من الله تعالى على يد رجل من الناس ليبلغ عن الله تعالى ما أرسل به فإذا كان كذلك فإن أول ما يجب أن يتصف به النبي هو الصدق سواء قبل البعثة أو بعدها إذ يستحيل أن يبعث الله تعالى كذاباً فيستحيل على الرسول أن يكذب.. فتأييد الله تعالى له بالآيات البينات دليل على صدقه كما أن اتباع الناس له وظهور أمره كل ذلك يدل على صدقه قال الله تعالى في إبراهيم : (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا )) وقال في إدريس : ((انه كان صديقا نبيا)) وقال في وصف إسحاق ويعقوب ابني إبراهيم عليهم السلام : (( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلاً جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا )) وقال في إسماعيل عليه السلام : (( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا )) وقد كان العرب في جاهليتهم قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم يلقبونه بالصادق الأمين فما كانوا يؤثرون عليه كذبا قط .