استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، بمقر رئاسة الجمهورية، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج الذي حل بالجزائر في زيارة على رأس وفد رفيع المستوى تدوم يوما واحدا. وجرت المحادثات بمقر رئاسة الجمهورية بحضور وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، مدير الديوان برئاسة الجمهورية، نور الدين عيادي، وكذا ممثل عن وزارة الدفاع الوطني عن الجانب الجزائري، وعن الجانب الليبي وزير الشؤون الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، محمد الطاهر سيالة، وزير الداخلية فتحي باشاغا، ومستشار الامن القومي، تاج الدين محمد الرواقي. ويندرج اللقاء ضمن “المشاورات الدائمة والمتواصلة مع الاخوة الليبيين وسيسمح بتبادل وجهات النظر حول تفاقم الاوضاع في ليبيا وبحث السبل الكفيلة لتجاوز هذه الظروف العصيبة” حسبما أوضحه بيان لرئاسة الجمهورية. وتعتبر هذه الزيارة الثانية من نوعها لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، في ظرف ستة أشهر، حيث كان قد زار البلاد، في ماي الماضي، ودعا الجزائر للسعي إلى عقد اجتماع لدول الجوار الليبي، وممارسة مزيد من الضغط على القاهرة والدول المؤيدة لحفتر، لوقف الحملة العسكرية على العاصمة الليبية طرابلس. وأدانت الجزائر ب”قوة”، أمس، القصف الذي استهدف الكلية العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس، داعية الى تغليب المصلحة العليا والعودة السريعة الى “مسار الحوار الوطني الشامل في هذا البلد الشقيق والجار”، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأوضح ذات المصدر أن الجزائر “تدين بقوة القصف الذي استهدف الكلية العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس وخلف العديد من الضحايا، وتعتبر أن مثل هذه الأعمال، مهما كانت الأطراف الضالعة فيها، من شأنها أن تنمي الأحقاد وتزيد الأزمة عمقا وتعقيدا”. وجددت الجزائر “رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي في ليبيا”، مناشدة ” كافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية لتغليب المصلحة العليا والعودة السريعة الى مسار الحوار الوطني الشامل للتوصل الى حلول كفيلة بإخراج هذا البلد الشقيق والجار من الأزمة التي يعاني منها وبناء دولة مؤسسات ينعم فيها الشعب الليبي السيد بالسلم والأمن والاستقرار في كنف البلد الواحد”. وتزامنت زيارة السراج إلى الجزائر مع إعلان رئيس تُركيا رجب طيب أردوغان، مساء الأحد، أن وحدات من القوات التركية بدأت في التحرك إلى ليبيا. ففي مُقابلة بُثت على قناتي “سي أن أن تورك ” و ” كنال دي “، قال الرئيس التركي إن “الوحدات التي بدأ إرسالها ستُعزَز تِباعا”، وأن “هدف أنقرة هو دعم حكومة الوفاق ومساعدتها على الوقوف وتحقيق الانتصار”. وأضاف أن “هدف هذه القوات ليس القتال في ليبيا، وإنما تجنب وقوع أحداث من شأنها التسبب في مآس إنسانية وتقويض الاستقرار في المنطقة، وذلك عبر دعم الحكومة الشرعية الليبية، وكشف أن هذه القوات ستضطلع بعمليات التنسيق”.