خصصت صحيفة بطولة في عددها اليوم، صفحاتها للحديث عن منتخب جبهة التحرير الوطني وهذا في عيد ميلاد الفريق ال62. فبالاضافة للحيز الكبير الذي خصص للعودة الى الوراء وسرد تفاصيل البدايات والتحاق ”جنود كرة القدم” بتونس للشروع في ثورتهم الرياضية في وقت كانت فيه فرنسا تنوي استعمال خيرة لاعبينا المتواجدين في المهجر في مونديال السويد للدفاع عن ألوان الديكة، حاورت اليومية الناخب الوطني جمال بلماضي الذي نوه بالدور الكبير لهذا الفريق غير العادي في الثورة وفي الاستقلال الذي تحصلت عليه الجزائر بفضل التضحيات. بلماضي أكد منذ البداية أنه يحترم كثيرا هذا الفريق الذي ساعده في اعادة الروح في صفوف المنتخب، منتخب كان يعاني من انشقاقات كبيرة عند توليه مهمة تدريب الخضر عام 2018 لكنه استغل اسم فريق جبهة التحرير لاعادة روح الوطنية ومحاولة قياس مدى ايمان اللاعبين بهذا الاحساس الخاص:” لقد اعتمدت على قياس درجة الوطنية عند اللاعبين وهذا بالاعتماد على مثال منتخب ”الأفالان” ” “حدثت اللاعبين على هذا الفريق وزادت قناعتي بأهمية ماقاموا به”
وعاد بلماضي ليقارن بين الجيل الحالي وجيل الثورة الذي مهد الطريق على حد قوله للجيل الحالي والذين سبقوا للاستمتاع باللعب فوق أرض حرة:”كنت أعرف قصة هذا الفريق لكن عندما سردت بعض الوقائع لللاعبين زاد احترامي أكثر لهؤلاء اللاعبين الذين ضحوا بالنفس والنفيس لا يوجد مثلهم الكثير في وقتنا المعاصر، لقد أدوا ما عليهم،لقد هربوا من فرنسا لتمثيل الألوان الوطنية وهنا أستحضر أحد الأفلام السينمائية التي تذكرني بهذه الوضعية الفيلم بعنوان ”الهروب الأكبر”أنصحكم بمشاهدته، لكن أرى أن ما قام به لاعبونا في القديم أكبر من أحداث الفيلم، وما يتواجد عليه لاعبونا حاليا من أسباب الراحة في سيدي موسى، لقد كانوا في ظروف صعبة لكن ذلك لم يثن من عزيمتهم، وقاموا بالواجب وبفضلهم استفادت الأجيال التي تلت من نعمة الحرية” “أول لقاء لي مع اللاعبين كان على وقع فيلم وثائقي يحكي قصة هذا الفريق الكبير”
بلماضي سرد وقائع استعمال فريق الجبهة لاشعال الروح الوطنية داخل فريقه المتوج بكأس افريقيا بحيث أكد أن أولى لقاءاته مع اللاعبين كانت لتدوين ملاحظات وعمد أن عرض عليهم فيلما وثائقيا يلخص مشوار هذا الفريق البطولي مشيرا الى أن الأغلبية استجابوا بل منهم حتى من بكى وذرف الدموع في حين أشار الى أن البعض الآخر أبان عن برودة لا توصف ليكون هذا الفيلم معيارا حقيقيا استعمله المدرب الوطني لاختيار اللاعبين وتصفية التعداد:” البداية كانت يوم 8 سبتمبر 2018 في لقائي الأول مع اللاعبين، عرضت عليهم فيلما وثائقيا حول منتخب الأفلان، الهدف كان خلق جو وطني وجو من التساؤلات، أن يشاهدوا أن بعض اللاعبين في وقت ما تركوا عملهم وعائلاتهم وحياتهم للتضحية من أجل هدف وهو الوطن واستقلاله وحريته، في نهاية العرض ساد نوع من السكوت والصمت في القاعة وعجزت الألسنة عن التعبير واغرورقت بعض الأعين بالدموع فكانت الأحاسيس جياشة وكنت قد وصلت الى هدفي” “الاغلبية ذرفوا الدموع وقلوب البعض مريضة ولم تتأثر بشكل كاف”
وواصل مدرب الخضر حديثه عن الحادثة فيرأولى الحصص قائلا:” كنت أود أن تصل الرسالة وأن يفهم اللاعبون أن هنالك رجال ضحوا للوصول الى هذه الفترة، وأن عدم اللعب بحرارة ستكون بمثابة خداع وخيبة لدى أرواح هؤلاء اللاعبين الأموات منهم أو الأحياء، فكان التجاوب من الأغلبية، كان الهدف الوصول الى الديكليك، وهو ما حدث الا أن البعض لمست لديهم نقصا فادحا في الوعي، بل أقول أن لديهم مشكلا في قلوبهم، اذا لم يفهم الشخص بعد مشاهدته لهذا الروبورتاج معنى المنتخب الوطني وأهميته يعني هذا أنه لا يقدر ثقل مسؤولية الدفاع عنه” “هذا هو العامل المشترك بين منتخبهم ومنتخبي المتوج بالكان”
وعن نقاط التشابه بين منتخب 1958 ومنتخبه المتوجن بالكان في مصر أكد بلماضي أن نفس العزيمة تحلى بها كلا الفريقين خلال التربص سواء في تونس بالنسبة لفريق الجبهة في 1958 أو الخضر في تربص قطر شهر جوان الفارط:” لقد كانت العزيمة والاصرار والروح القتالية والرغبة في النجاح عوامل مشتركة بين هاذين الفريقين، لكن سأكذب عليكم ان قلت لكم أننا تحدثنا عن هذا الموضوع خلال تربص قطر، كل شيء قمت به في البداية وكنت أذكر في كل مرة ينتابني احساس بضرورة التذكير” قبل أن ينهي حواره بالترحم على من غادروا هذه الحياة من لاعبي هذا الفريق العظيم ،مناديا الحكومة الجزائرية أن تنظم تكريمات لهؤلاء اللاعبين أو عائلاتهم كونهم مجاهدين من نوع خاص. للتذكير فان الفدرالية الجزائرية لكرة القدم هي الأخرى خصصت حيزا على موقعها على شبكة الأنترنت للحديث عن عيد ميلاد هذا المنتخب مع كلمة ألقاها رئيس الفاف حيا من خلالها شجاعة هؤلاء الفرسان بالإضافة لبث تصريحات خاصة لمحمد ماعوش عضو هذا الفريق المجيد وعضو المكتب الفدرالي عاد من خلالها لتاريخ هذا الفريق الأبي الذي لم يركع للاستعمار الغاشم واستعمل الأسلحة التي كانت متوفرة لديه لتترويج للثورة المجيدة عبر ربوع المعمورة.