يبدو أن الجزائر الجديدة إن كان فيها شيئ جديد، مغرمة جدا بالخشب القديم، والاثاث العتيق، وتريد أن تبني دولة بأكملها عبر التحف والآثار القديمة. الضجة التي أثارتها قائمة الثلث الرئاسي في مجلس الأمة، يبدو أنها أيقظت الكثيرين من غفلتهم، بل ومن حلمهم الجميل، في بناء جزائر جديدة يكون فيها الشباب عنصرا فاعلا فيها، ليستيقظوا على حقيقة كيف أن “الأرشيف البشري” بل وحتى “الأرشيف الأيديولوجي” الذي انتهى زمنه، ما زال فاعلا ومؤثرا بنفس الطريقة التي كان يعمل بها في السابق، وكأن شيئا لم يتغير. هذا يعني : أن النظام لديه “أجندة” واحدة يستعملها في كل وقت، يتصل بنفس الوجوه لإعادة تدويرها ورسكلتها، ونفس الاساليب والوسائل التي بفضلها دخلت الجزائر “في حيط” وما زالت. كما يعني وجود إصرار عجيب غريب، لإعادة أنتاج الفشل والرداءة، وهذا ما يفسر رفض اعتماد الأحزاب والحركات الجديدة المنبثقة عن الحراك، وإقصاء الكفاءات الشابة النظيفة من المشهد السياسي نهائيا.