خاطب الفنان المسرحي دريس بن حديد رواد فضاء الركح في عدده ال65 حول "واقع المسرح في جنوبالجزائر" من خلال مداخلة مصورة بصفحة الركح في "فيسبوك" التي يديرها الإعلامي كمال الشيرازي، حيث تنوعت المواضيع والاهتمامات من خلال البرنامج الذي بدأ دون انقطاع منذ بداية الحجر المنزلي الصحي بسبب وباء كورونا. زينة.ب وحاول الفنان دريس بن حديد من خلال مداخلته لفت الانتباه لواقع مسرح الجنوب من خلال طرح بعض المشاكل، معتقدا أن الحل يبدأ بطرح الأفكار حتى وإن كان بعضها يبدو خياليا أو صعباً أو يقارب المستحيل، مشيرا إلى أهم المشاكل التي يعاني منها فنانو المنطقة، وهي عدم تصالح الممثل الجنوبي مع جسده ويعتبره كتلة غير ذي أهمية كما أن المؤلف والمخرج الجنوبي يخشى أن يقع تحت وطأة النقد ويكتفي بالتنفيذ وعدم الخوض في التجريب وخلق الأفكار الإبداعية فهو غالباً ما يتراجع أمام المصطلحات الأكاديمية وأمام فكرة "ما يجب أن يكون" وطبعاً -يضيف- قد ساهمت قلة التكوين في ذلك لأننا نبالغ في الحيطة والحذر وكل تجاربنا عبارة عن إعادات وتقليد رغم بعض المحاولات هنا وجب القيام بثورة حقيقية تمس جميع العناصر في آن واحد. وتطرق المتحدث ذاته إلى التكوين النوعي مؤكدا أنه من شأنه أن يحقق الكثير، فبما -يتساءل- تفيد أطنان من الآلات وكاشفات الإنارة والأجهزة الرقمية إذا كان ينقصنا إستعمالها، وهذا -يتابع- من الجانب التقني فقط فكيف بالتكوين النوعي الذي يواكب التطور الحاصل والمستمر في المسرح شكلاً ومضموناً، فالسنوغراف والمخرج -يقول- معنيان أيضا بتوظيف الرقمية والتكنولوجيا ركحياً من خلال التجريب وخلق الانسجام وهما كغيرهما من عناصر العرض المسرحي معنيان بالتكوين، أما عن العنصر النسوي -يوضح- فنحن نعتمد على إنفتاح المجتمع على المسرح وإدراك أنه فن نبيل وراقي وذلك من خلال تقديم فن هادف. وتابع بن حديد أنه من خلال التطرق للمشاكل الإدارية والتقنية قد تم إغفال أمر وصفه بغاية في الأهمية حيث أصبحنا أداة للنشاط وليس للإبداع وخلق التجريب، مشيرا إلى أن البداية تكون من القاعدة وهنا لابد من الاهتمام بالمسرح المدرسي بجميع أطواره وإخراجه من المناسباتية، مضيفا أن ما يؤرقه هو عدم الاستثمار في المسرح الجامعي، فنحن لنا مهرجانات جامعية إثنان منهما قاران في الجنوب الأول في ولاية الوادي "المنودرام" والثاني بولاية تندوف "الأوبيرات" ولا يدومان سوى أيام المهرجان أما بقية العام فلا وجود للمسرح الجامعي خاصة على مستوى الإقامات الجامعية، ويقول أنه قبل المطالبة بمواكبة التطور الحاصل والمستمر في المسرح وكذا إستغلال الموروث الثقافي الجنوبي يجب الاستثمار في المورد البشري والبحث في المورد الأدبي والفني وإلا فإن الخوض في ذلك دون البناء القاعدي يعتبر مغامرة قد تفشل، فالتكوين النوعي -يوضح- طويل الأمد هو الذي من شأنه الإتيان بحلول إيجابية ثم يأتي في المرتبة الثانية الدعم المالي حتى ننجح في إيجاد تلك الوضعية المريحة نفسياً وتقنياً، وعلينا -يضيف- البناء والاستثمار في الفرد أولاً من خلال تلك التوليفة التي سيستفيد منها الفعل المسرحي أولا والفاعل وحتى المتفاعل وهو الجمهور والمتلقي ويفتح آفاق تقديم عروض بمضمون وشكل جمالي فغزارة الإنتاج ونوعيته تضمن التنافس والتنافس يضمن الجودة. وذهب بن حديد إلى أن الهدف الأساسي يتمثل في النهوض بالمسرح والفن عموما بغض النظر عن الجغرافيا والمكان فالوطن واحد والدم واحد، ومن الجميل -يضيف- أن يكون لدينا مسرح جهوي ومن الجميل أن ينتقل أساتذة معهد برج الكيفان للنهل من معرفتهم الغزيرة وكذا الاحتكاك بمخرجين كبار من أجل الأستفادة من تجاربهم ومن كلام مشجع وتنويه من شأنه الدفع بهم للاستمرار لسنوات إضافية، مشيرا إلى ضرورة توفير ما لم يتوفر لهم للجيل القادم من شباب الجنوب حتى لا يعانون مما عانى منه من سبقوهم قائلا "نحتاج إلى فرصة من أجل نفض الغبار عن تراثنا الجنوبيالجزائري فهو عالم آخر مبهر وممتع". يُذكر أن الفنان دريس بن حديد مخرج ومؤلف وممثل مسرحي، رئيس جمعية صحرا للمسرح وفنون السمعي البصري، المدير الفني لجمعية النسور للمسرح، شارك كممثل في عدة مسرحيات وأعمال فنية كثيرة في التلفزيون والأفلام القصيرة كما لديه مؤلفات للأطفال وللكبار وتجارب مهمة في الإخراج المسرحي، تأسيس المهرجان الوطني الجامعي للأوبيرات في تندوف بالتعاون مع مديرية الخدمات الجامعية لولاية تندوف، نال جوائز معتبرة كأحسن إخراج لمونودرام المغبون، أحسن عرض وأحسن سينوغرافيا لمسرحية المرأة اللغز في المهرجان المغاربي إنتاج المسرح الوطني الصحراوي، أحسن نص عن مسرحيتي الأرواح الطيبة والحرقة، أحسن عرض متكامل، أحسن سينوغرافيا وأحسن نص عن مسرحية وجع بالمهرجان الوطني للمسرح الجامعي للأوبيرات بتندوف، جائزة لجنة التحكيم عن مسرحية البقايا، تأليف سفيان بوغنامة بولاية أدرار، أحسن إخراج لمسرحية ولا في الأحلام.