شرعت الجزائر في تفعيل ثقلها في الاتحاد الإفريقي لمحاضرة المد المغربي الذي يستهدف الحصول على دعم له في قضية الصحراء الغربية، التي دخلت مرحلة جديدة بإعلان جبهة البوليزاريو عن نهاية اتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذا الصدد، قام وزير الخارجية، صبري بوقدوم، بزيارة رسمية إلى نيجيريا، يومي 25 و 26 من الشهر الجاري، بدعوة من نظيره النيجيري جيفري أونياما. ووفق الخارجية الجزائرية، فإن المحادثات بين بوقادوم وإنياما، تطرقت إلى تقييم شامل للتعاون الثنائي متعدد القطاعات بين الجزائرونيجيريا، وخلص هذا التقييم إلى ثناء المسؤولين على علاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة بين البلدين. وجاء في البيان الذي أوردته الخارجية الجزائرية، "لقد أشار الوزيران إلى أهمية إعطاء الزخم اللازم للتعاون الاقتصادي من أجل الارتقاء به إلى مستوى العلاقات السياسية التقليدية القائمة على الصداقة والتضامنّ. كما أشار الوزيران إلى أهمية تنفيذ المشاريع الثلاثة الرئيسية التي تمت بلورتها بالفعل، وهي الطريق العابر للصحراء وخط أنبوب الغاز والوصل عن طريق الألياف البصرية، وهي من المشاريع القديمة التي تنتظر الاستكمال. وفي السياق، رحب الوزيران بتقارب وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك ، وتبادلا الآراء حول قضايا الساعة، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في مالي وفي منطقة الساحل وفي ليبيا، وكذلك الوضع في الصحراء الغربية، لا سيما على ضوء التطورات الأخيرة المثيرة للقلق الشديد في الكركرات.
بوقادوم حط الرحال بعد ذلك في نيامي عاصمة النيجر، وهنالك التقى رئيس هذا البلد، كالا نكوراو، على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. وتعتبر دولة نيجيريا أحد البلدان الثلاثة المحورية في الاتحاد الإفريقي إلى جانب كل من الجزائر وجنوب إفريقيا، ولطالما صنعت هذه الدول الثلاث العديد من المبادرات الإفريقية، وعلى رأسها المبادرة الجديدة من أجل الشراكة في إفريقيا "النيباد"، غير أن مرض الرئيس السابق، وإهماله للقارة الإفريقية في أجندته الخارجية، أدى إلى خسارة الجزائر الكثير من نفوذها في القارة الرسمية، وهو ما حاول نظام المخزن استغلاله. وتعتبر زيارة بوقادوم إلى نيجيريا الأولى من نوعها نحو القارة الإفريقية منذ تفجر الوضع في قضية الصحراء الغربية، وهي خطوة لها ما بعدها في الأيام القليلة المقبلة، وستكون من دون شك لها أثرها على الصراع في خاصرة المغرب العربي.