الذي يرجع البصر في بلاد المسلمين وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام، يجد بوناً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. وإن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنان بمداد المدامع، وينفطر الجنان من الفتن الجوامع! فالسلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم رمضان موعد الانطلاقة فكن أول السابقين.. دعاء.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.. وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا.. وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا.. واجعل الحياة لنا زيادة في كل خير.. واجعل الموت راحة لنا من كل شر..