شهدت الوكالات التجارية للخطوط الجوية الجزائرية، الموزعة على مختلف بلديات العاصمة، إقبالاً نسبيًا من طرف المُواطنين الراغبين في اقتناء تذاكر السفر نحو الوجهات التي شملها قرار الفتح الجزئي الذي أصدرته السُلطات العُليا في البلاد، والذي سيدخل حيز التنفيذ بدءًا من اليوم الفاتح جوان وهذا بعد توقف دام أكثر من سنة كاملة. ووقفت "الجزائر الجديدة" في جولة استطلاعية قامت بها في نقاط الخطوط الجوية الجزائرية في بعض البلديات على غرار بلدية الرويبة، على توافد نسبي للمُواطنين، فلم يتجاوز عدد الذين صادفنهم بالوكالة أصابع اليدين، قطاع عريض منهم تجار قدموا للاستفسار عن الرحلات المُبرمجة نحو تركيا وتوقيتها وتاريخها والبعض الآخر أتراك يرغبون في السفر لرؤية ذويهم الذين حرموا منهم لمدة فاقت السنة بسبب إجرءات الغلق إثر الأزمة الصحية، وهو ما ينطبق على التركي "سركان" صاحب شركة ديكور ناجحة في الجزائر، إذ قال ل "الجزائر الجديدة" إنه قدم للاستفسار عن موعد أول رحلة باتجاه تُركيا لرؤية أطفاله الصغار وزوجته ووالديه، فلم يتسنى له رؤيتهم منذ أكثر من عام، مشيرا إلى ان رحلته نحو وطنه الأم لن تستغرق أكثر من أسبوع واحد بسبب مخاوفه من إمكانية غلق المجال الجوي مجددًا. بينما تمثلت بقية طلبات الزبائن الذين صادفناهم في اقتناء التذاكر نحو باريس ومارسيليا وهي السفريات التي ستبرمجُ انطلاقًا من مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة فالوجهات الأكثر طلبًا كانت باريس ثم تُركيا التي تُعتبر ملاذا لآلاف التجار الجزائريين وبنسبة اقل تُونس رغم أن قرار الفتح الجزئي الذي أصدرته السُلطات العليا في البلاد تزامن مع انطلاق الموسم السياحي في هذا البلد. وبسبب الفوضى والاكتظاظ، قررت الخطوط الجوية الجزائرية، أمس، غلق وكالتيها التجاريتين بكل من العاصمة الفرنسية باريس ومارسيليا، وجاء هذا القرار ساعات قليلة فقط بعد الإعلان عن فتح الأبواب من أجل الشروع في بيع التذاكر للجالية الجزائرية الراغبة في العودة إلى أرض الوطن، وبررت الشركة القرار في بيان لها بأسباب صحية وأخرى أمنية دون أن تحددها أو تكشف عنها. وشهدت الوكالتين تدافعًا كبيرًا وازدحامًا حيث ضرب الراغبون في اقتناء التذاكر إجراءات الوقاية من فيروس كورونا عرض الحائط، كما اندلعت صدامات ومناوشات كانت عنيفة في بعض الأحيان رغم الإجراءات التي اتخذها القائمون على الوكالتين لتنظيم عملية بيع التذاكر كتوزيع قسيمات الأرقام عليهم. وقضى العديد من الجزائريين الراغبين في الدخول إلى الوطن ليلتهم أمام وكالتي الخطوط الجوية الجزائريةبباريس ومارسيليا بينما توافد أخرون منذ الساعات الأولى من الصبيحة للظفر بتذكرة السفر، خاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن تخفيف كلفة الحجر الصحي الإجباري في الفنادق وجعله مجانيا لبغض الفئات من المواطنين المقيمين في الخارج. وجاء هذا القرار إثر احتجاج مغتربين جزائريين منذ أيام ضد الشروط الصارمة المفروضة على العائدين إلى الجزائر اعتبارا من 1 جوان، وأثار الإجراء غضب الجزائريين الذين علقوا خارج البلاد، لا سيما في فرنسا حيث تظاهر العشرات منهم السبت الماضي أمام القنصلية الجزائرية، رفضا لقرار السلطات تحميل تكاليف الحجر الصحيّ وإجراء فحص مخبري للفيروس عند الوصول يتحملها المسافر. والحجر إجباري لخمسة أيام في فنادق حددتها السلطات. وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء ب"إعفاء الطلبة والمسنين ذوي الدخل الضعيف من الجزائريين العائدين إلى أرض الوطن من دفع تكاليف الإيواء المتعلقة بالحجر الصحي"، كما قرر "تخفيض مصاريف الإيواء بنسبة عشرين بالمائة للجزائريين العائدين إلى أرض الوطن".