تُسجلُ حالات الإصابة بوباء كورونا في المُستشفيات، منحة تصاعديًا خطيرًا، حيث تستقبل كل يوم مستشفيات العاصمة كل يوم العشرات من الإصابات الجديدة ووفيات من حين لآخر. وشهدت مُعظم أقسام الاستعجالات بمُستشفيات الوطن، خلال اليومين الماضيين حالة طوارئ بسبب الإقبال والتوافد الكبير للأشخاص المُصابين بكورونا وهي المظاهر التي وقفت عليها "الجزائر الجديدة"، ليلة أول أمس في عدد من المستشفيات على غرار مستشفى الرويبة وعين طاية، حيث توافد العديد من المُصابين بهذا الفيروس على قسم الاستعجالات لتلقي الإسعافات اللازمة إلى درجة أن هذه المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من المرضى خاصة الذين يعانون من ضيق في التنفس. وكشف أحد أعوان الحماية المدنية ببلدية عين طاية أن اليومين الماضيين كانا صعبين للغاية، فسيارات الإسعاف لم تتوقف عن نقل المرضى، فعادة بعض القاعات لا تتسعُ سوى لعشرة أشخاص فقط غير أنها اليوم تشهدُ تكدُسًا للمرضى بعضُهُم يعانون من مُضاعفات خطيرة وبحاجة ماسة إلى الأكسجين، وبحسب ما كشفهُ المُتحدث فإن الأرقام المُعلنُ عنها يوميًا من طرف وزارة الوصية بالتنسيق مع اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي وباء كورونا هي جزء قليل فقط من الإصابات، حيث بمكن ضربها في أربعة مرات للحُصول على الأرقام الحقيقة. وقال المتحدث ل "الجزائر الجديدة" إن كُل المصالح مُشبعة بالمرضى خاصة أقسام الإنعاش، حتى أنه لم يعد بالإمكان إدخال أي مريض للمستشفيات رُغم أن بعضها تصلُ في مراحل متقدمة من المرض، ويُجبرُ أهل المريض في هذه الحالة على توفير أجهزة الأكسجين من عند معارفهم. وأمام هذا الوضع وفي ظل الضغط الكبير الذي تُعاني منه المستشفيات وتفاديًا لحُدوث أية نُدرة مُحتملة في الأكسجين، لجأت المُؤسسات المُختصة في صناعة مادة الأكسجين الطبي إلى قطع عطلة عيد الأضحى على عُمالها وفعلت نظام المُناوبة، وكشف أحد عمال شركة "ليند" للغازات الصناعية وحدة الرويبة أنهم اشتغلوا بنظام المُناوبة لتوفير هذه المادة للمستشفيات خاصة بالنسبة للتي تُعاني من نقص حاد فيها كمُستشفى عين ولمان الذي عانى في الفترة الأخيرة من ضغط رهيب بسبب ارتفاع عدد الحالات المُصابة والتي تتطلبُ الاستشفاء وبحاجة ماسة للأكسجين الطبي. المشاهد ذاتها تنطبق على الصيدليات إذ لم تعد هذه الأخيرة قادرة على استيعاب العدد الهائل من الطلبات على المُكملات الغذائية والفيتامينات المُستعملة في تقليص آثار فيروس كورونا على غرار "الزنك" الذي يُعتبرُ من أبرز المُكملات الغذائية المُستعملة في تنشيط جهاز المناعة و"فيتامين سي" الذي يُعدُ هُو الآخر من أقوى الفيتامينات تصديًا للفيروس القاتل، والغريب في الأمر حسبما كشفه أحد الصيادلة ل "الجزائر الجديدة" فإن بعض الصيدليات تشهدُ نُدرة حادة في هذه المُكملات بسبب الإقبال الكثيف للمواطنين عليها خاصة الذين يُحسون بأعراض "الزُكام" أو "الإنفلونزا". وكشف في هذا السياق وزير الصحة والسكان وإصلاح المُستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، أن مصالحهُ ستمضي في عملية التلقيح ضد كورونا وشدد على أن التطعيم ضد الفيروس هو الحل الوحيد. ووصف المتحدث، خلال لقاء عن بُعد عقدهُ مع مُدراء القطاع، أن الوضعية الوبائية في البلاد مُقلقة ودعا المُواطنين للتحلي باليقظة، وأعلن في هذا السياق عن استحداث خلية أكسجين، لمراقبة إنتاج وتوزيع واستهلاك هذه المادة، وتم استحداث هذه الخلية بتوصية من الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان. وأوضح الوزير إن هذه الخلية القطاعية، ستعمل وفق قاعدة بيانات، لمراقبة انتاج وتوزيع واستهلاك الأكسجين، مُشيرًا إلى أن إنتاج الأكسجين كان كافيًا في السابق قبل تفشي جائحة كورونا ولكن الإنتاج حاليًا بعد أزمة الوباء لم يعد كافيًا. ومن جهة أخرى أوضح عبد الرحمن بن بوزيد أن الجيش الوطني الشعبي سوف يدعم القطاع بفندق ذي 120 سرير كائن ببن عكنون، مزود بأجهزة توليد الأكسجين، وقال إن هذا المُستشفى سيُخصصُ للذين لا تتعدى احتياجاتهم من هذه المادة الحيوية 10 لترات. وطلب الوزير، من مديري الصحة عبر الولايات، تحيين المعلومات حول احتياجات كل ولاية من الاوكسجين، عبر الارضية الرقمية لخلية الاوكسجين التي تم انشاءها مؤخرا من طرف الوزارة الاولى. وقدم الوزير، تعليمات صارمة لمدراء قطاعه تتعلق أساسا بمضاعفة عدد اطباء الانعاش والاتصال المباشر بالخلية التابعة للوزارة الاولى عبر الارضية الرقمية، وكذا وتأمين الاجهزة الخاصة بالأوكسجين من خلال تجنيد أعوان شبه طبيين ومراقبين من أجل عقلنة استخدام هذه الاجهزة وكذا تحضير أكبر عدد من الاسرة". كما دعا بن بوزيد، مدراء الصحة الى التجند أكثر والعمل على تجاوز هذه المرحلة، مقدما عبارات التقدير والامتنان للجهود المبذولة من طرف مختلف القائمين على القطاع. وفي الختام ذكر الوزير أن الجزائر ستقتني "أجهزة توليد الاوكسجين" concentrateurs من دولة الصين والتي ستصل الى الوطن "الجمعة أو السبت القادمين".