قالت وزيرة الثقافة خليدة تومي أول أمس، "إن الجزائر قد أهدت من أجمل فضاءتها الثقافية للأوروبيين، لتقديم معرضا للصور الفوتوغرافية"،مؤكدة أن الهدف من هذه المبادرة هو خلق فرص جديد لتعاون الجزائري الأوروبي ، والتي لا تتحقق إلا بالتبادل الثقافي و العمل المشترك. وأضافت خليدة تومي خلال إشرافها على افتتاح معرض الصور الذي حمل شعار "الجزائر، نظرات مشتركة" بقصر رؤساء البحر، و الذي تندرج فعالياته ضمن مبادرة تعاون بين الجزائر و الإتحاد الأوروبي، أن هذه المبادرة ستبرز نوعية العلاقات الثقافية التي تربط الجزائر بالإتحاد الأوروبي ، منوّهت في السياق ذاته إلى ضرورة فتح مجال التعاون بين هذه الدول والجزائر و ذلك من خلال فتح قنوات جديدة للحوار و الاتصال ، و ذلك من أجل تبادل الخبرات ، مؤكدة في ذات السياق إلى ضرورة العمل المشترك و المشاريع المشتركة التي تبدأ بخلق وراشات تكوينية لفائدة الفنانين الجزائريين. و في سياق أخر أكدت الوزيرة و فيما يتعلق بالفضاءات الثقافية، أن أكبر مشكل تعاني منه الدول الأوروبية هو غياب مثل هذه الفضاءات ، فما تتوفر عليه فيكون محجوز و مقرر ببرنامج مغلق و محدد بالسنة من قبل، و هذا ما يمثل عائقا أمام الفنان الأوروبي، و في ذات السياق طرحت الوزيرة إشكاليات أخرى، و هي ما إذا كانت هذه الدول تمنح للجزائر و بالمجان مثل هذه الفضاءات؟. من جانبها قالت لاورا بايزا رئيسة مندوبية الاتحاد الأوروبي بالجزائر، "إن الهدف من تنظيم هذا المعرض و الذي سيدوم إلى غاية السادس عشر من نوفمبر القادم، هو التعريف أكثر بالتراث الهندسي والثقافي الجزائري للأوروبيين باعتبار أن هذا المعرض سيعرض لاحقا بمقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل. وأضافت لاورا بايزا أن شعار المعرض ''الجزائر، نظرات مشتركة''، لم يكن اعتباطيا ، بل تم اختياره على أساس خلق فرصة جديدة لتعاون الأوروبي الجزائري. كما نّوهت المتحدثة في ذات السياق على أهمية التعريف بالثقافة والتراث الجزائريين، مشيرة إلى أن الجزائر لم تشكل بعد وجهة سياحية للأوروبيين، كما أن ثقافتها غير معروفة في أوروبا، داعية في نفس الوقت السلطات الجزائرية في التعريف أكثر بثقافتها و تراثها الثري والمتنوع الذي هو فعلا جدير بالاهتمام. كما أكدت رئيسة الإتحاد الأوروبي أن هذا المعرض ستشارك به مرة أخرى في الجزائر، وذلك في احتفالية الذكرى 50 لاستقلال. للإشارة المعرض شارك فيه ثمانية عشر فنان، ثمانية منهم أوروبيين يمثلون " ألمانيا، بلجيكا، إيطاليا، فرنسا، بولونيا، بريطانيا، النمسا، إسبانيا"، يضم المعرض 130 صورة فوتوغرافية، اختارتها لجنة التحكيم التي يرأسها الفنان الإسباني "خوان أنخال ديكورال"، من أصل 300 صورة، أخذها مصورون أوروبيون الذين جاءوا إلى الجزائر السنة الماضية للمشاركة في "إقامة الإبداع"، الذي نظمت من طرف وكالة الإشعاع الثقافي بالتعاون مع مفاوضيه الإتحاد الأوروبي بالجزائر بدافع فتح فضاء لخلق التبادل المعرفي و الخبراتي بين المصورين الجزائريين و الأوروبيين. هذا و قد أظهرت صور المشارك بها في المعرض ما تزخر به الجزائر من تراث، عادات و تقاليد. نسرين أحمد زواوي