أدى تزايد الطلب على مستلزمات مرضى كوفيد 19 ووسائل الوقاية من الفيروس، بسبب إرتفاع الإصابات في الأسبوعين الأخيرين، إلى لجوء البعض لاستغلال الفرصة للربح، إذ ارتفاع ثمن التحاليل في العديد من مراكز التحاليل، كما ارتفعت أسعار الفيتامين ج والمعقمات والكمامات، ولم يسلم حتى الليمون والقرنفل. ارتفعت أسعارُ الفيتامين س الذي يوصف للمصابين لفيروس كورونا، حسب ما وقفت عليه "الجزائر الجديدة" في جولة شملت العديد من الصيدليات في الرويبة والرغاية ودرقانة في العاصمة، إذ تراوحت الزيادة بين 25 و35 بالمائة عقب ارتفاع حالات الإصابة بالعدوى في الآونة الأخيرة وهو الأمر الذي أثار غضب الجزائريين كثيرًا، فسعر عُلبة "فيتامين سي" الذي يُساعدُ على اكتساب المناعة ضد كورونا قد قفز من 230 دينار إلى 300 دينار وفي بعض الولايات وصل سعرهُ إلى غاية 360 دج، أمام علب الكمامات المُكونة من 50 قطعة فقد ارتفع سعرها إلى 2000 دج في حين كان سعرها لا يتجاوز 1800 دج سابقًا. وبسبب ارتفاع أسعارها لجأ قطاع عريض من الجزائريين إلى اقتناء الكمامات التي تُخاط في ورشات الخياطة أو تلك التي تشتغلُ عليهن النسوة في البيت رغم خطورتها فهي حسب أخصائيين مُعرضة للهواء المُلوث والرطوبة وتعُرض أصحابها إلى الحساسية، حتى أنها تتسبُ لهم بأمراض خطيرة في القصبات الهوائية، كما أنها تُعدُ ناقلة للجراثيم والفيروسات. ولا يقتصرُ هذا الوضع على أسعار الأدوية فقط بل مس حتى أسعار الليمون إذ عرفت أسعارهُ ارتفاعًا جُنونيًا، حيث وصل سعرُ الكيلوغرام الواحد إلى 650 دينار جزائري خاصة في أسواق العاصمة وُهو ما أثار غضب المواطنين لأن الحمضيات تُعتبرُ من أبرز الطرق المنتهجة في علاج هذا الوباء القاتل لاحتوائها على كمية هائلة من فيتامين " C" المعروف طبيا بتقوية جهاز المناعة. وقال أحد التجار في سوق خميس الخشنة، إن أسواق الجملة تشهدُ قفزةُ كبيرة في سعر الليمون خاصة في الأسبوعين الأخيرين حيث يتراوح سعرهُ بين 500 و 650 دج لعدة أسباب ابرزها الكميات والمناخ الحالي، فهذا الفصل لا يُعدُ موسمًا للحمضيات، ورغم ذلك يكثرُ الطلبُ عليه خاصة وأن هذه الفترة تزامنت مع العيد والأعراس، ونفس الشيء بالنسبة للقرنفل الذي ارتفاع سعره في محلات التوابل، بسبب الاقبال عليه كثيرا من طرف مرضى كوفيد 19. من جهة أخرى شهدت مراكز التحاليل البيولوجية سواء المتعلقة بفيروس كورونا، وأخرى لدواعي علاج من أعراض أمراض القلب، الصدر، الجلد، والحنجرة في المؤسسات الاستشفائية الخاصة بتيزي وزو، إقبالا كبيرا للمواطنين الراغبين في الكشف المسبق لداء الكوفيد ولأغراض أخرى مما أدى إلى ارتفاع أسعار التحاليل البيولوجية المتعددة . وفي جولة ميدانية قامت بها "الجزائر الجديدة" بأحد أحياء عاصمة ولاية تيزي وزو وخاصة كي ليجوني والبنايات المقابلة لمعلب أول نوفمبر، لوحط طوابير طويلة للمواطنين من مختلف الفئات العمرية أمام العيادات الخاصة ومراكز التحاليل الطبية. وقال كهل في ال 48 من العمر، إنه يعاني من اضطرابات في التنفس وجاء خصيصا لأحد الخواص للكشف المسبق عن داء فيروس كورونا، لكن "نظرا لاكتظاظ المرضى المصابين بالمستشفى الجامعي محمد النذير , اضطر إلى إجراء الفحوصات لدى الخواص , حيث طلب منه إجراء فحص "البي سي ار" ، وقد تفاجأ بتكلفته التي وصلت 10 آلاف دينار، بعدما كانت لا تتجاوز 8500 دينار، كما اشجار إلى أنه أجرى تحاليل " تي بي " و " اوسي جي" ب 3 آلاف دينار , بعدما كانت لا تتجاوز ألفي دينار في الأشهر السابقة . أما عمي نور الدين البالغ من العمر 50 سنة , متزوج وأب لثلاثة أطفال , يعاني من ورم على مستوى الرأس , طلب منه إجراء سكانير، الذي كلفه 15 ألف دينار , بعدما كان لا يتجاوز 12 ألف قبل عدة أسابيع . في سبق آخر، قالت إحدى الممرضات بالعيادة الطبية في تيزي وزو , إن المصالح الاستشفائية الخاصة , عرفت إقبالا رهيبا للمواطنين في الفترة الأخيرة , مما خلق ضغطا على الطواقم الطبية , التي تشتغل 24 ساعة , من اجل التكفل الأحسن بالمرضى , حيث هناك ثلاث عيادات خاصة , تقوم بعملية التلقيح ضد داء الكوفيد مجانا , وتستقبل يوميا الآلاف من المواطنين , خاصة كبار السن للتلقيح , وهروبا من الطوابير الكبيرة لدى المؤسسات الاستشفائية العمومية.