حذر عدد من الأئمة المصلين، من الانصياع لمخططات التقسيم التي يسعى لتجسيدها دعاه الانفصال، من خلال نشر الفتنة على خلفية جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الشاب جمال بن سماعيل، وأبدوا ارتياحهم للهبة التضامنية مع المتضررين، داعين إلى الاستمرار فيها لغلق الأبواب أمام الأبواق التي تريد زرع الفتنة . وعلى خلفية الأحداث المأساوية التي شهدها منطقة القبائل وعديد مناطق الوطن من عمل إجرامي تمثل في نشوب حرائق أتت على الاخضر واليابس ، خصص أئمة عدد من المساجد على غرار مسجد " طيبة " بسعيد حمدين ، الجزائر العاصمة، خطبته للحديث عن ما خلفته هذه الحرائق من آلام ومآسي من جهة ، وما أظهرته من محاسن مفادها أن الشعب الجزائري واحد موحد لا تفرقه أياد الغدر والفتن التي تتربص به . نار الفتنة لها عواقب وخيمة وعرفت ولاية تيزي وزو حادثة أليمة اهتزت لها قلوب الجزائريين بعد اغتيال شاب في مقتبل العمر بشكل لا يمكن وصفه ، هي فاجعة أليمة دعا أئمة مختلف المساجد في خطبهم إلى عدم استغلالها لكي لا تكون فتيل يشعل نار الفتنة التي ممكن أن تكون عواقبها وخيمة ، فالضحية تألم وتألمت عائلته معه ، يتوجب علينا مواساتها وعدم إيقاظ الفتنة والانصياع وراء القلة القليلة ممن يريدون اشعالها ، يجب الاستمرار في التوحد وإظهار روح عالية من التضامن المعروف لدى الجزائريين ، كل هذا وأكد أئمة المساجد خلال خطبتهم ومن على المنبر إلى وجوب الوقوف صفا واحدا وأن تأخذ العدالة مجراها وتحاسب المسؤولين عن الأفعال الإجرامية . ولم يفوت أئمة عديد المساجد الفرصة للإشادة بالهبة التضامنية مع مختلف المناطق التي تضررت جراء الحرائق، على غرار ولاية تيزي وزو التي شهدت تدفقا كبير للهبات من ملابس و مأكل ومشرب وأدوية وأغطية وأفرشة ومختلف الحاجيات في صورة تعكس منبت الجزائريين ومعدنهم النفيس في مثل هذه المآسي ، ورسالة لزارعي الفتنة والمخططين لتقسيم البلد مفادها " الجزائر بلد واحد موحد والجزائريون شعب واحد موحد". لا تنساقوا وراء الاشاعات وشحذ الأئمة همم الجزائريين من خلال الدعوة من على المنابر إلى مواصلة التضامن مع إخوانهم في مختلف ولايات الوطن ، وإرسال المساعدات لأهاليهم في تيزي وزو وبجاية والطارف وعنابة وسطيف وجيجل وغيرها من الولايات المتضررة ، وعدم الإصغاء إلى ما يتم تداوله على أن سكان منطقة القبائل يرفضون مساعدة إخوانهم من باقي مناطق الوطن، وأن ما حدث مع الشاب المقتول سيكون سببا في إيقاف المساعدات، ومخاوف من أن يلقى أشخاص آخرون نفس المصير، فهذا غير صحيح وما حدث لا يمثل المنطقة وسكانها بتاتا.