أكد مختصون على ضرورة إطلاق حملة تحسيسية جديدة لإقناع المواطنين وتحفيزهم على التلقيح ضد فيروس كورونا تفاديا لتكرار سيناريو الموجة الثالثة، خاصة بعد عودة مؤشرات التراخي والتهاون وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية ضد الفيروس رغم أن فصلي الخريف والشتاء هما أكثر الفصول التي تنتشر فيها الفيروسات التنفسية بكثرة. واقترح رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، إطلاق حملة تحسيسية قوية لتحفيز الجزائريين على التلقيح ضد "كوفيد _19″، إذ سجل في الأيام الأخيرة تراجع ملحوظ في وتيرة الإقبال على مراكز التلقيح في مختلف ولايات الوطن، فتراجع الإصابات أثنى المواطنين على التلقيح وحال أيضا دون التزامهم بارتداء الكمامات والحرص على احترام مسافات التباعد الاجتماعي بينهم، فواضعوا الكمامة في المحلات والأسواق لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين والأدهى والأخطر من هذا قاعات الحفلات استأنفت نشاطها رغم أن السلطات العليا في البلاد مددت إجراءات منع كل تجمع الأشخاص مهما كان نوعها والاجتماعات العائلية كحفلات الزواج والختان. وعلق مصطفى خياطي على الوضع الوبائي الحالي بالقول: "صحيح أن عدد الإصابات اليومية بكورونا في الجزائر مستقرة ولم تتجاوز الخطوط الحمراء مثلما سجلنا في الموجة الثالثة التي أرعبت المواطنين، لكن ما يحدث في القارة العجوز مرعب للغاية وهو ما عبرت عنه منظمة الصحة العالمية إذ قالت الخميس الماضي ان أوروبا أصبحت مجددا مركز للجائحة، واعتبرت أن أسباب ارتفاع الإصابات تتمثل في التغطية اللقاحية غير الكافية إضافة لتخفيف إجراءات مكافحة هذا الفيروس. وتابع رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث قائلا: "يجب علينا أن نقلق ونستعد لأي طارئ خاصة وأننا نفتقد لنظام وبائي يسهل لنا إجراء دراسات جينية على الفيروسات المنتشرة في البلاد". وأوضح خياطي أن الإقبال جد محدود على التطعيم وهو يسير بوتيرة اقل بكثير من المطلوب وقال إنه يجب ان ترافقها إجراءات تحسيسية جديدة يقودها أهل القطاع لحث المواطنين على التطعيم خاصة الفئات الأكثر هشاشة. من جهته قال عضو اللجنة العلمية الصحية الدكتور الياس أخاموك، في تصريح صحفي، أمس، إنه أصبح شبه مؤكد أنه لا يمكن تجنب الموجة الرابعة. ورجح المتحدث وبالاعتماد على التقديرات العلمية والتجارب السابقة، أن يرتفع مجددا عدد الإصابات القياسي لفيروس كورونا في فترة ما بن 4 إلى 6 أسابيع القادمة. وكشف الدكتور ذاته، أن كل المؤشرات البيولوجية تؤكد تزايد عدد حالات الإصابات خلال الأسبوعين الأخيرين لا سيما في المدن الكبرى، ثم بعدها تنتقل العدوى إلى باقي المدن. في هذا السياق، قال عضو اللجنة العلمية، "إن الارتفاع في أعداد الإصابات يعرفه كل العالم تقريبا خاصة في أوروبا، وانجلترا لوحدها تسجل 40 ألف إصابة يوميا". وحسب أخاموك، فإن المؤشرات تتمثل في ارتفاع نسبة الحالات الإيجابية، وأيضا عدد حالات الاستشفاء وكذا الحالات الموجودة بالإنعاش. وقال في هذا السياق وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد، إن الأرقام الأخيرة لعدد إصابات كورونا باتت مقلقة نوعا ما. وأوضح الوزير أنه يتم التحضير في الوقت الحالي لمجابهة الموجة الرابعة المرتقبة في الجزائر، مؤكدا أن مصالحه تترصد حدوثها، مشيرا إلى أن ارتفاع الإصابات مقترن بتهاون المواطنين. ودعا بن بوزيد، المواطنين إلى تلقي اللقاح المضاد لكورونا، مشيرا إلى أنه يجب التطعيم في الوقت الراهن قبل ارتفاع عدد الإصابات، وفي حديثه عن اللقاح، أكد وزير الصحة أنه منذ تراجع عدد الإصابات تم تسجيل 0 شخص ملقح ضد الوباء.