البلاد - آمال ياحي - طالب خبراء في قطاع الصحة، السلطات العمومية، بتأمين عملية تلقيح واسعة لمختلف شرائح المجتمع ضد الافلونزا الموسمية تفاديا لتسجيل مضاعفات صحية خطيرة، في ظل الوضعية الوبائية للبلاد، مؤكدين أن تشابه أعراض الفيروسين قد يؤدي إلى هلع في أوساط المصابين ويعقد عمل أسلاك الصحة. هذا وأكد رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين، محمد يوسفي، على ضرورة أخذ عملية التلقيح ضد الافلونزا الموسمية بجدية من خلال ضمان تلقيح شرائح واسعة من المجتمع على غرار أصحاب الأمراض المزمنة والحوامل ومستخدمي قطاع الصحة وكذا الاسلاك الامنية . وقال المتحدث في تصريح ل«البلاد" إن هذا اللقاح على الرغم من كونه لا يحمي من الاصابة بفيروس كورونا، غير أنه يجنب مضاعفات صحية لا تحمد عقباها في حال اجتماع الاصابة بالفيروسين أو تواليهما، معتبرا أن الجميع معني بالتلقيح ضد الافلونزا الموسمية هذه السنة بسبب الوضع الوبائي داخل الوطن وفي خارجه. في السياق نفسه، لفت الخبير إلى أن الجزائر لا تزال تعيش لحسن الحظ في الموجة الاولى من كوفيد 19، لكن هذا لايعني مطلقا بأننا في منأى عن مخاطر موجة ثانية مثلما حدث في العديد من الدول الأوروبية التي انتشر بها الوباء على نطاق جغرافي واسع بعدما كانت تسجل تفشي المرض في بعض البؤر فقط وهذا الأمر يجعلنا كما اضاف حذرين أكثر، لا سيما في غضون الأسابيع القادمة وهي الفترة التي تشكل موسم الافلونزا العادية التي تشبه في أعراضها وباء كورونا، مما قد يزيد من حالة الهلع لدى المواطنين ومن ثم مضاعفة الضغط على المستشفيات. علاوة على هذا ابرز الدكتور يوسفي أهمية حملة التلقيح ضد الافلونزا الموسمية هذه السنة، نظرا لضعف احتمال اختفاء فيروس كورونا على المدى القريب والمتوسط ورغم أن الحملة المذكورة لن توقف الوباء، لكنها ستحد من تفاقم الوضع في انتظار بدء تسويق اللقاح المضاد لفيروس كورونا. وبشأن النقطة الأخيرة أشار المصدر إلى أن لقاح كورونا لن يكون متواجدا في السوق العالمية قبل مستهل العام المقبل وبعدد محدود في بداية الامر، بسبب استحالة صنع كميات تكفي لعملية تلقيح ملايير البشر في ظرف وجيز وهو ما يبين أهمية التعايش مع الفيروس عن طريق التقيد بإجراءات الوقاية. وفي تعليقه على مسألة الدخول المدرسي الذي تم تأجيله الى تاريخ غير محدد، أفاد المسؤول النقابي أن الدخول لا مفر منه وأن التراجع النسبي في عدد الاصابات بالفيروس يتيح عودة الأطفال إلى المدارس لكن بشروط صارمة، لأن الأرقام المتوفرة حاليا تتعلق بعدد الاصابات بأعراض وليست مبنية على عملية التشخيص والتي قد تسفر عن عدد أكبر من الاصابات مثلما حصل في الدول التي باشرت عملية التشخيص على فئات واسعة من السكان. من جهته، دعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، مصطفى خياطي، الحكومة لتوفير اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية بكميات مضاعفة على مستوى المؤسسات الاستشفائية للتخفيف من حدة الإصابة بالأنفلونزا، خاصة لدى كبار السن والأطفال. وقال البرفيسور مصطفى خياطي إن هناك أعراضا مشتركة بين كورونا والأنفلونزا الموسمية ما يستلزم توفير أكبر عدد من اللقاحات الخاصة بالأنفلونزا لتجنب حالات الفزع والخوف لدى المواطنين مع بداية فصل الخريف. ويرى المصدر أن الحديث عن موجة ثانية لكوفيد 19 مجرد تخمينات لا تمت بصلة للبحث العلمي باعتبار أن الفيروس في هذه المرحلة يقوم بتطوير جيناته التي لم تعد شرسة مقارنة بالفترة السابقة التي عرفت ارتفاعا في عدد الوفيات. وأشار رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي أن العالم يشهد حاليا مرحلة سابعة من تطور جينات الفيروس الذي لم يشكل خطرا على حياة المواطنين مستندا في ذلك لتراجع عدد الأشخاص المتواجدين في العناية المركزة والوفيات. وبخصوص الجزائر، أكد مصطفى خياطي أن معدل انتشار الفيروس في تراجع مستمر، داعيا في الوقت نفسه، الجزائريين، إلى ضرورة احترام إجراءات الوقاية لتفادي أي مستجدات بخصوص كوفيد 19 مع تأكيده على توفير لقاح الأنفلونزا الموسمية بكميات كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية وهذا لتخفيف حدة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية والعمل على حصر أغلب الإصابات في فيروس كورونا.