كشفت دراسة أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، عن نتائج النتائج صادمة حول مرض السمنة الذي يهدد حياة الناس بصمت. وأشارت الإحصائيات إلى أن نصف المجتمع الجزائري، يعاني من مرض السمنة المفرطة أو الوزن الزائد، بالإضافة إلى خمس شريحة الأطفال التي تعاني منها. وأفادت النتائج الإحصائية بوجود 55.6 بالمائة من البالغين في الجزائر يزيد وزنهم عن الوزن الموصى به، من بينهم 48.3 بالمائة من الرجال و63.3 بالمائة من النساء. وهذا ما يعادل 20 مليون جزائري. وفي هذا السياق، قال البروفيسور "منصور بروري" مختص في الطب الداخلي: "إنّ ظاهرة السمنة أصبحت منتشرة كثيرا في الجزائر بسبب العادات الصحية السيئة للجزائريين التي تركز بالدرجة الأولى على استهلاك كميات كبيرة من الخبز، والأكل السريع، والتخلي عن الغذاء التقليدي، الذي يحتوي على سعرات غذائية معتدلة". وكشف الأخصائي، لدى استضافته في حصة تلفزيونية، في قناة خاصة، أن الجزائريين يستهلكون أكثر من ثلاثة آلاف سعرة حرارية يوميا، بسبب الأكل المفرط الذي يعتمد على أغذية مشبعة بالدهون من جهة، فضلًا عن الخمول وعدم ممارستهم لنشاطات حركية تساعد في الحفاظ على صحتهم من جهة أخرى. وأضاف الطبيب أن الاستهلاك المفرط للسكريات ساهم في إصابة ملايين الجزائريين بداء السمنة، مطالبًا بضرورة رفع الدعم عن مادة السكر، والذي من شأنه التقليل من استهلاك هذه المادة التي تتسبب في أمراض عديدة لا تعد ولا تحصى، على رأسها داء السكري من النوع 2. وذكر أن أكثر من 37 بالمائة من الأشخاص الذين يعانون من داء السكري نوع 2 مصابون بالسمنة المفرطة، ففي سنة 2003، لم تكن نسبة الإصابة تتعدى 7 بالمائة مما يؤكد أن المرض يتوسع في المجتمع الجزائري. في المقابل، قالت البروفيسور "فضالة سمية"، طبيبة مختصة في أمراض الغدد والسكري: "إن ما يخيفنا هو أن السمنة في الجزائر أنها باتت أكثر انتشارا منها في أوروبا، وهو ما جعل الجزائر تحتل المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، متفوقة في ذلك على دول أوروبية". وأبرزت الأخصائية أنّه يجب تكوين برامج توعوية، خاصة بإتباع نظام غذائي صحي وتشجيع النشاط البدني، لخفض معدل مرض السكري، الذي ينجم عن داء السمنة المفرطة، لزيادة عمر المصاب، معتبرة أنّ مضاعفات هذا المرض يمكن أن تكون ثقيلة، وأحيانا مميتة.