تناشد العائلات التي يزيد عددها عن 500 والقاطنة بقرية " واد جنان " التابعة لاقليم بلدية بني عمران جنوب شرق ولاية بومرداس، التدخل العاجل للسلطات المحلية لانتشالهم من جحيم المعاناة التي طال أمدها وبقي التهميش والحرمان يقبعان بقريتهم التي أضحت منسية وخارج اهتمامات المسؤولين، فلا برامج تنموية من شأنها إرجاع ولو بصيص أمل لهذه العائلات التي تعيش الأمرين. وقد أبدت هذه العائلات استياءها وتذمرها الشديدين إزاء جملة المشاكل الكثيرة التي يتخبطون فيها دون أن تتحرك السلطات التي التزمت الصمت وأخذت دور المتفرج للوضع المزري الذي أضحى يتفاقم يوما بعد يوم. ومن بين جملة المشاكل التي تعاني منها العائلات القاطنة بقرية " واد جنان " نجد الطرقات التي تتواجد في حالة كارثية دون أن تتساقط فيها الأمطار، وإن تساقطت فهي تتحول الى كمية معتبرة من الطمي والبرك ومستنقعات يستحيل المرور عبرها حتى بالنسبة للراجلين، أما صيفا فهي تتحول إلى مصدر للغبار المتطاير من مكان لآخر وهو ما يسبّب أمراضا كالتنفس والربو. مشكل آخر يضاف إلى عاتق هذه العائلات ألا وهو أزمة المياه الشروب فحنفياتهم تغيب فيها الماء أكثر مما تحضر، وهو ما دفعها الى رحلة البحث الطويلة عن قطرة ماء لجلبها، حيث تتحوّل عطلة الأطفال المتمدرسين الى شقاء بعد أن يعتمدوا على أظهر الحمير لجلب المياه قاطعين مسافات طويلة وذلك من بئر تكون مياهه عكرة وممزوجة بالأتربة، هذا بالنسبة للعائلات المحدودة الدخل، أما العائلات الميسورة الحال فهي تقتني هذه المادة الضرورية من التجار الجشعين الذين يُخضعون مادة الماء الى المضاربة فيرفعون من سعر قارورة الصهريج الواحد كيفما يشاؤون ليصل سعرها إلى 300 دينار، كما تعاني القرية من انتشار النفايات وهو ما حوّلها إلى شبه مفرغة عمومية، حيث تنبعث منها رائحة كريهة سببها هذه العائلات التي ترمي بفضلاتها إلى الهواء الطلق دون أن تأخذ بعين الاعتبار الأمراض الناجمة عن ذلك. الانعدام شبه الكلي للمرافق الترفيهية من ملاعب جوارية ومكتبة للمطالعة وغيرها هي مشاكل إضافية نغّصت حياة العائلات القاطنة بهذه القرية، فلا مساحات خضراء يجد فيها الأطفال ضالتهم للعب واللهو ولا ملاعب جوارية أو دار للشباب بالنسبة للشباب الذين لم يجدوا مكانا يقصدونه بفعل الروتين اليومي والذي سببه البطالة، فغياب فرص العمل بهذه القرية دفعت الشباب الى تأسيس عمل حر يقتات منه ولو ببضع الدينارات، أما بالنسبة للآخرين فهناك من فضل اتباع الطرق الاجرامية كالسرقة وتعاطي المخدرات وحتى الاعتداءات حتى يتمكنوا من سرقة ممتلكات الغير. وفي هذا الصدد أعرب لنا السكان عن مدى تذمرهم من المشاكل التي يتخبطون فيها كل يوم، خاصة مشكل انعدام الغاز الطبيعي داخل سكناتهم، مما أجبرهم على استخدام قارورات غاز البوتان التي زادت في حجم معاناتهم نظرا لاستقدامها من مسافات بعيدة، خاصة في ظل غياب المحلات التجارية داخل هذا الحي، مما يضطر السكان إلى التنقل حتى إلى مقر البلدية لقضاء حاجياتهم. مشكل آخر طرحه سكان هذا الحي، والمتمثل في انعدام الإنارة العمومية داخل القرية وكذا على جانب الطريق الرئيسي المؤدي إلى مقر البلدية، مما جعله مرتعا لمجموعة من المنحرفين الذين يزرعون الرعب في قلوب السكان بسبب اعتداءاتهم المتكررة واليومية على المارة وسلبهم ممتلكاتهم وأموالهم، حيث يتم الاعتداء عليهم عدة مرات بالسلاح الأبيض خاصة في الليل، حسب شهادة السكان لنا. وعلى هذا الأساس، يطالب سكان قرية " واد جنان " ببني عمران جنوب شرق ولاية بومرداس من السلطات المعنية وعلى رأسها البلدية، بضرورة التدخل العاجل من أجل التكفل بانشغالاتهم التي طال أمدها رغم النداءات العديدة التي قاموا بها على حد تعبيرهم.