تعرض غدا بقاعة "كاتب ياسين" بالمسرح الجهوي لتيزي وزو، مسرحية "ناس مشرية"، من تأليف الكاتب بوزيان بن عاشور، و إخراج الدكتور لخضر منصوري. هذه المسرحية والتي تعد من أخر أعمال المسرح الجهوي يشارك في تمثيلها كل من الفنانة فاطمة حسناوي، و الفنانة خليدة خلفاوي، إلى جانب الفنان محمد يبدري و أحمد العوني. وقد أكد المخرج لخضر منصوري أن مسرحية "ناس مشرية"، هي محاولة لإماطة اللثام عن الكثير من أوجاع التي يعانيها الإنسان، و على هذا الأساس فقد حاول التنويع في طرق الإخراج و ذلك للتعبير عن الإحساس و الذات و حتى ذوات الغير ، مشيرا في ذات السياق إلى أنّ إخراج المسرحية قد أحاله إلى عوالم مختلفة عن الواقع ، رغم حضور العناصر الواقعية ، و ذلك من خلال استعانته بأحاسيس الممثلين و ذلك من أجل بلوغ أفكار جديدة لنص من جهة يضيف لخضر منصوري، و من جهة أخرى للوصول إلى تلخيص مأساة الإنسان الحديث في زخم الأحداث المؤلمة والمتتالية التي يتخبط فيها. أحداث القصة تبدأ بلقاء كان من المفروض أن يكون قبل سنين، لكن حين يعود المحب "مدين" إلى محبوبته بعد مدة من الزمن يكتشف أن ظروف الحياة قد تغير من طبيعة الأحاسيس، وتصير المحبوبة "مشرية" شرسة في علاقتها معه، و تكن له الحقد لأنه تركها لوحدها تعاني الشوق ،يحاول مدين التقرب منها معتمدا على إيقاظ لحظات الماضي الجميل الذي جمعهما كي يستعطفها ويقترب من قلبها الذي صار لا يحتمل إلا الرفض والهروب إلى سواد الحياة. أما من ناحية الشكل ف "ناس مشرية" مسرحية تعتمد على الحكي الشعري الذي يحيلنا على ثقافاتنا الشفهية وعلى لغة درامية تكسر التأثيرات التي مست اللهجة الجزائرية وشوهتها رياح المثقفة السلبية، أما عن مضمونها فهي تكرس فكرة التسامح الذي افتقده إنسان الألفية الحالية. نسرين أحمد زواوي