قالت صحيفة هآرتس الصهيونية إنها حصلت على قائمة مؤكدة بجميع الضحايا الذين استهدفهم برنامج بيغاسوس التجسسي الإسرائيلي الصنع، بينهم 34 من صحفيين قناة الجزيرة. وذكرت الصحيفة أن قائمة ضحايا البرنامج المؤكدين تضم أفرادا من دول عدة، من بينهم صحفيون وإعلاميون وحقوقيون ورجال قانون وناشطون وشخصيات سياسية، وحتى أباطرة المخدرات المكسيكيون. وكانت تقارير قد ذكرت، العام الماضي، أن أجهزة استخبارات دولية اشترت برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، واستخدمته ضد معارضين. ويُستخدم بيغاسوس لاختراق هواتف المستهدَفين للتنصت عليهم، ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني، والتقاط الصور، وتسجيل المحادثات. وبرنامج بيغاسوس من صنع شركة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية التي أُسّست عام 2010، وتتخذ من تل أبيب مقرا لها. وأدرجت وزارة التجارة الأميركية مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شركة "إن إس أو" في القائمة السوداء بعد فضيحة برنامج بيغاسوس. وشملت القائمة التي نشرتها صحيفة هآرتس 178 شخصا كشفت عن هويات العديد منهم، في حين أشارت فقط إلى جهات عمل آخرين. وقالت هآرتس إن المستهدفين كانوا من دول عديدة، منها: أذربيجان، السلفادور، فرنسا، المجر، الهند، الأردن، كازاخستان، المغرب، الضفة الغربية (الفلسطينية المحتلة)، بولندا، رواندا، السعودية، الإمارات، بريطانيا، المكسيك. ومن الذين استُهدفت هواتفهم 34 شخصا من طاقم قناة الجزيرة القطرية 2020، بينهم المدير العام السابق لشبكة الجزيرة وضاح خنفر والزميل تامر المسحال وصحفيون ومنتجون ومذيعون وتنفيذيون، و3 ناشطين فلسطينيين يعملون في منظمات دولية بالضفة الغربية. كما احتوت القائمة 24 صحفيا فرنسيا، قالت إنهم غير معروفي الاسم، فضلا عن 11 مسؤولا أميركيا في أوغندا، لم تكشف عن هوياتهم أيضا. وقالت إن هناك أكثر من 450 حالة استهداف مشتبها بها، إلا أن هذه القائمة، التي وضعت بمساعدة مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، تشمل فقط الحالات التي تم تأكيد استهدافها. وقالت هآرتس "أصبح برنامج التجسس بيغاسوس، الإسرائيلي الصنع، الذي تبيعه شركة إن إس أو، سيئ السمعة في السنوات الأخيرة". وأشارت إلى أن برنامج التجسس سمح لعملاء الشركة الإسرائيلية باستغلال ثغرات غير معروفة في تطبيقات "واتساب" و"آي مسج" ونظام تشغيل "أندرويد"، واستهداف أي هاتف ذكي والوصول الكامل إليه في بعض الحالات، من دون أن ينقر المالك على ملف أو أن يفتحه. وأضافت هآرتس "حتى الآن، عُثر على أهداف في جميع أنحاء العالم؛ من الهندوأوغندا إلى المكسيكوالضفة الغربية (الفلسطينية المحتلة)، مع ضحايا بارزين من بينهم مسؤولون أميركيون وصحفي في نيويورك تايمز (New York Times)". ولفتت إلى أن مجموعة "إن إس أو"، التي ترفض تأكيد هوية عملائها وتدّعي أنها لا تعلم بأهدافهم، أنكرت معظم هذه الحالات وتقول إن تحليل الطب الشرعي الرقمي لا يمكنه تحديد برمجياتها بالكامل. وقالت الصحيفة "تبرز الفجوة بين القائمة الهائلة للأهداف المحتملة وأولئك الذين استُهدفوا بالفعل مدى صعوبة تأكيد وجود برنامج تجسس بيغاسوس على الهواتف". وفي جويلية الماضي نشرت صحيفة "غارديان" (Guardian) البريطانية نتائج تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية، عن أن برنامج بيغاسوس للتجسس انتشر على نطاق واسع في العالم، واستُخدم لأغراض سيئة.