إقبال غير مسبوق على اقتناء الأدوية التي تندرج ضمن بروتوكول علاج فيروس "كورونا"، مما جعلها تنفذ من الصيدليات في ظرف قياسي جدًا، والغريب في الأمر أن بعض الأدوية يتم اقتناءها من طرف أشخاص أصحاء لا يعانون من أي مرض أو ألم، في وقت أمرت وزارة الصناعة الصيدلانية المؤسسات الصيدلانية ومخابر الدواء، ب "تحرير" مخزون البرتوكول الموجه لعلاج كوفيد 19 ووضعه تحت خدمة الموزعين قصد تموين الصيدليات به. وخلال الساعات الماضية، اختفت العديد من الأدوية التي تندرج ضمن بروتوكول علاج فيروس "كورونا"، ويتعلق الأمر بستة أصناف، تتفرع عنها أدوية "الباراسيتامول" والمضادات الحيوية إضافة إلى "فيتامينات دي 3″، إضافة إلى أقراص الزنك والمغنزيوم، بسبب الإقبال غير العقلاني على شرائها سواء من طرف المصابين بفيروس كورونا أم من طرف أشخاص عاديين. "الجزائر الجديدة" تحدثت إلى بعض الصيادلة في فهوة شرقي، على غرار "مريم" بائعة صيدلية بالمنطقة، التي أكدت لنا عدم قدرتهم على استيعاب الإقبال الهائل على اقتناء أدوية "الباراسيتامول" والمضادات الحيوية بالأخص "فيتامينات دي 3″، ما جعلها غير متاحة حاليا في العديد من الصيدليات، وصادفنا على مستوى الصيدلية سيدة في العقد الرابع من عمرها، تقول إنها لم تعثر على "الباراسيتامول" لزوجها المصاب ب "كوفيد- 19" على مستوى أربعة صيدليات، وستضطر للتنقل إلى غاية باب الزوار للحصول ولو على علبة واحدة. ومن بين الأدوية غير المتاحة على مستوى الصيدليات "دوليبران" و "دوليك 1000 ملغ" إضافة إلى "فيتامينات دي 3" و "أوقمونتان"، والتي كانت قبل انطلاق الموجة الرابعة متوفرة بكثرة في السوق، دون نسيان الحديث عن بقية الأدوية مثل "لوفينوكس" المطلوب بكثرة لعلاج "كوفيد 19". ويتحصل الصيادلة على كميات جد قليلة من دواء لوفينوكس، فلا تتجاوز الكوطة التي يحصلون عليها 20 علبة فقط من "لوفينوكس" يوميا وهي كمية لا تلبي الغرض المطلوب خاصة بعد الانفجار الرهيب في الإصابات. وغير بعيد عن الصيدلية، يتفاجئ المارين عبر الطريق الرابط بين "قهوة شرقي" و "برج الكيفان"، بطوابير لا متناهية للمواطنين أمام باب إحدى الصيدليات، معظمهم قدموا من البلديات المجاورة بحثا عن الأدوية المفقودة، في مشهد يعيد إلى الأذهان طوابير الحليب والسميد والزيت. وتقول صاحبة الصيدلية ل "الجزائر الجديدة" إن هذا الوضع يضعنا في حرج مع الزبائن بالأخص الذين لهم حالات مستعصية وأصحاب الأمراض المزمنة، وما عقد الأوضاع بالنسبة للصيدليات أن بعض الأدوية البسيطة مثل أدوية "الباراسيتامول" تباع بدون وصفات طبية وهو ما وسع من رقعة الأزمة على حد قولها بالنظر إلى ارتفاع الطلب عليها. وأقرت نقابة الصيادلة الخواص بالصعوبات التي يواجهها الصيادلة الخواص في التزود بالمضادات الحيوية مثل "أوقمونتان" أكياس 1 غ بكل أنواعه الجنيسة رغم أنه مصنع محليا، إضافة إلى تسجيل ندرة حادة في دواء " لوفينونكس" بكل أنواعها، بما فيها المصنع محليا، إضافة إلى فيتامين (د) وفيتامين (س). وكانت وزارة الصناعة الصيدلانية، قد أمرت المؤسسات الصيدلانية ومخابر الدواء، ب"تحرير" مخزون البروتوكول الموجه لعلاج كوفيد 19، ووضعه تحت تصرف الموزعين، قصد تموين الصيدليات به. وشددت في السياق ذاته على تزويد تزويد جهاز اليقظة، بالبرامج التقديرية لإنتاج وتوزيع هذا الدواء، بصفة دورية أسبوعية، بداية من يوم 20 جانفي وإلى غاية 2 مارس المقبل، بعد أن توعدت باتخاذ عقوبات صارمة ضد كل مؤسسة صيدلانية تقوم بتخزين الأدوية، أو المضاربة بأسعارها أو بيعها بقيود. وأرفقت المراسلة بجدول يتضمن أسماء هذه المواد الصيدلانية، ويتعلق الأمر بستة أصناف، تتفرع عنها أدوية الباراسيتامول والمضادات الحيوية إضافة إلى فيتامينات "دي 3″، و"س" وكذا أقراص الزنك والمغنيزيوم. وحسب التعليمات الواردة في نص المراسلة التي بعثت بها للمؤسسات الصيدلانية ومخابر الجوار، فإنها أمرت بتحرير مخزون هذه الأدوية، وكذا كل كمياتها الموجودة على مستوى مصانع الدواء، بعد أقل من 48 ساعة من إنتاجها، ووضعها تحت تصرف مؤسسات التوزيع، قصد تموين الصيدليات، بالنظر إلى الوضع الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد.