شهدت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في السوق الجزائرية، ارتفاعًا ملحوظًا بداية الأسبوع الجاري، حيث وصلت أسعار اللحوم البيضاء إلى حدود 400 دينار للكيلوغرام الواحد، بينما تتراوح أسعار اللحوم الحمراء بين 1400 دينار و 2000 دج للكيلوغرام الواحد، بينما أكد العديد من تجار التجزئة أن هذه السعار ستواصل الارتفاع في الأيام القادمة والتي تتزامن مع حلول شهر رمضان. وحطمت اللحوم البيضاء، أمس، في العديد من بلديات العاصمة الرقم القياسي في ارتفاع الأسعار ما أجبر شريحة واسعة من الجزائريين على العزوف عن اقتناء هذه المادة التي كانت تعوض اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع أسعارها لتدرج اللحوم البيضاء في قائمة الممنوعات. ولجس نبض الأسواق، قامت "الجزائر الجديدة" بجولة عبر العديد من المحلات في باب الزوار وبرج الكيفان وقهوة شرقي والرغاية بالجزائر العاصمة، فكليوغرام الواحد من اللحوم البيضاء بلغ سعره سقف 400 دج في باب الزوار بينما تراوح سعرها بين 380 دج و 390 دج في قهوة شرقي وهي تقريبا نفس الأسعار التي تداولت أمس في معظم الأسواق، أما أسعار اللحوم الحمراء، فقد تراوح سعرها بين 1400 دج و 2000 دج. وحسب تصريحات باعة اللحوم البيضاء في قهوة شرقي، فإن سبب الارتفاع الكبير في الأسعار يعود إلى زيادة سعر الأعلاف وكذا ارتفاع تكلفة إنتاج الصيصان، بالرغم من صدور قرار إعفاء كل عمليات بيع الشعير والذرة وكذا المواد والمنتجات الموجهة لتغذية المواشي والدواجن من الرسم على القيمة المضافة وهو القرار الذي ثمنه العديد من الخبراء وقالوا إنه سيساهم في انخفاض أسعار اللحوم خاصة الدواجن في ظل غياب خطة خاصة لزرع الأعلاف بالجزائر وتنمية التربية الحيوانية. وبسبب هذا الارتفاع القياسي أصبح المواطنون يقبلون على اقتناء أجنحة الدجاج بسبب انخفاض سعرها الذي يتراوح حاليا بين 200 دج و250 دج للكيلوغرام الواحد أو رقبة الدجاج التي تباع ب 100 دج للكلغ. وعبر تجار التجزئة عن سخطهم وتذمرهم من هذه الوضعية بسبب عزوف المواطنين على اقتناء هذه المادة وهو ما يتسبب في كسادها في معظم الأحيان، وكشف بعضهم عن تسجيل ندرة في العرض بسبب عزوف الفلاحين عن تربية الدواجن بسبب تقلص هامش الربح وارتفاع التكلفة مما أدى إلى حدوث اضطراب في السوق من حيث العرض والطلب. وفي محاولة منها لكسر الأسعار تستعد وزارة التجارة لضخ كمية تقدر ب 54 ألف و500 كن من اللحوم الحمراء في السوق الوطنية بمناسبة شهر رمضان. وكشف مدير تنظيم الأسواق والنشاطات التجارية بالوزارة, أحمد مقراني، أنه سيتم توفير هذه الكمية عبر اللجوء إلى "ذبح مرتقب ل 29 ألف رأس من الأبقار أي ما يعادل 14 ألف و500 طن من اللحوم وكذا ذبح مرتقب لحوالي مليون رأس من الأغنام ما يعادل 30 ألف طن من اللحوم الحمراء المحلية، فيما سيتم جلب الكمية المتبقية المقدرة ب 10 آلاف طن من اللحوم من الولايات الجنوبية". وإضافة إلى ذلك سيتم استيراد كميات تكميلية من اللحوم المجمدة تقدر ب 3 آلاف طن تدعيما لعمليات تموين السوق خلال الشهر الفضيل. أما بخصوص اللحوم البيضاء, فسيتم تموين السوق بكميات "كبيرة" تقدر ب 47 ألف طن منها 10 ألاف طن يتكفل بتوفيرها الديوان الوطني لتغذية الأنعام و37 ألف طن ستوزع من طرف المتعاملين الخواص عبر شبكة خاضعة للرقابة الصحية مكونة من 154 مذبح للدواجن و980 هياكل للذبح معتمدة.