التهبت أسعار الدجاج بشكل مفاجئ بعدد من الولايات الشرقية، فبعد أن قفزت إلى 310 دنانير للكيلوغرام بالبرج، شهدت في تبسة ارتفاعا قياسيا إلى نفس السعر، أما بقسنطينة فقد وصل أمس ثمن الكيلوغرام من الدجاج الموضّب إلى 390 دينارا، فيما بيعت الشرائح ب 680 دج بعدما تضاعف سعرها مرتين، وهو ما أرجعه مربون لضعف الإنتاج وغلاء أسعار الأعلاف. وقامت النصر بجولة استطلاعية بمدينة قسنطينة، حيث وقفت على ارتفاع أسعار الدجاج بعدما كانت كل التوقعات تشير إلى أنها ستنهار مثلما تعود عليه المواطنون بعد مرور أول 10 أيام من شهر رمضان، ففي سوق بومزو بلغ سعر الكيلوغرام ما بين 370 إلى 390 دج، بعد أن كان قبل أسبوعين يتراوح بين 170 إلى 195 دج، أي بزيادة تقدر ب 200 دج، كما اعتمد التجار أسعارا بين 500 إلى 650 دج للدجاجة بعد أن كانت لا تتعدى 450 دج، فيما بلغ ثمن الفخذ 300 دج للكيلوغرام وهو الذي كان ب 170 دج، أما الأجنحة فتراوح ثمنها بين 180 و200 دج بعد أن كانت ب 90 إلى 120 دج. كبد الدجاج تراوح سعره بين 700 إلى 950 دج، رغم أنه كان يباع بما بين 400 إلى 450 دج، أي بزيادة تتراوح من 300 إلى 500 دج، كما وصل ثمن شرائح «اسكالوب» إلى 680 دينارا بعدما كانت تتراوح بين 360 و 390 دينارا قبل أيام، فيما سجلت اللحوم الحمراء ارتفاعا وصل إلى 1600 دينار للحم العجل وهو الذي توقف عند سقف 1300 دج في أول أيام شهر رمضان. وأرجع بائعو لحوم بيضاء بسوق بومزو هذا الارتفاع إلى قلة الإنتاج، مؤكدين أن الكميات أصبحت قليلة فجأة ودون سابق إنذار ما جعلهم في حيرة من أمرهم، مضيفين أنهم يتمنون انخفاض الأسعار لتسجيل إقبال أكبر، خصوصا أن هامش ربحهم لا يتغير و يتراوح، مثلما قالوا، بين 20 إلى 40 دج للكيلوغرام. وذكر المعنيون أن الإقبال أصبح ضعيفا جدا، موضحين أن جل زبائنهم من الطبقة الهشة والمواطنين البسطاء الذين تأثروا بالحجر الصحي، كما أجمعوا على أن النشاط التجاري في الشهر الجاري يعد الأضعف مقارنة بنفس الفترة خلال السنوات الماضية. وقال بعض التجار أن ضعف الإقبال لا يتعلق بالأسعار لأنها كانت أكثر من مناسبة في أول أيام رمضان لكن تواصل عزوف الزبائن، مرجعين ذلك إلى عدم توفر وسائل النقل. وأكد بوعبلو نور الدين، عضو بشعبة تغذية الدواجن في الغرفة الفلاحية بقسنطينة، أن سبب ارتفاع سعر الدجاج حاليا هو ضعف الإنتاج، بعد استهلاك الفائض الذي وجه للسوق في أول أيام شهر رمضان، مضيفا أن السلطات استوردت الأمهات «دجاجات» من الخارج واستفادت من عدد هائل من الكتاكيت بعد مدة، حيث وزعت على مربي الدواجن مجانا، وبعد شهرين، كان المربون قد أنفقوا الأموال على تلك الكتاكيت لما تتطلبه من غذاء وكهرباء وطاقة وكراء. وذكر بوعبلو أنه وبنمو الكتاكيت إلى دجاج، غرق السوق خلال الفترة الماضية وأصبح العرض أكبر بكثير من الطلب، وبالتالي تكبد المربون خسائر مادية وصلت إلى 40 مليون سنتيم. وأضاف المتحدث أنه يتوقع أن ترتفع الأسعار أكثر في قادم الأيام، بسبب ضعف الإنتاج، موضحا أن العرض حاليا ضعيف جدا، لأنه تزامن مع غلق المدارس ومقرات العمل ودخول المطاعم في عطلة. كما قال بوعبلو إن سعر الدجاج عند المربين أمس، تراوح ما بين 240 إلى 290 دج، ما يؤكد أن ثمنه لدى تجار التجزئة لن يقل عن 320 دج، خاصة وأن البائع يتخلص من حوالي 600 غرام من الفضلات والأجزاء غير صالحة للاستهلاك ولهذا يتم رفع الثمن حسب المتحدث. أما في تبسة فقد وقفنا في جولة استطلاعية ببعض المحلات على ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 310 دج، بينما لم ينزل لحم الديك الرومي عن 420 دينارا، ما أرجعه التجار إلى الندرة وغلاء الأسعار لدى مربي الدواجن. مصدر من اتحاد التجار بتسبة، أرجع هذه الزيادة لارتفاع ثمن المواد الأولية لأغذية الأنعام في السوق والمتمثلة في الذرة و الصوجا، مضيفا بأن المربي الذي كان يملك 20 ألف دجاجة، أصبح اليوم لا يملك أكثر من 5 آلاف.