زهية بوغليط هاهو عيد المرأة يحل علينا ككل سنة، ليسارع البعض من أجل اختيار وردة حمراء تقدم لها في يومها المشهود ، فيما يعكف البعض الآخر عن الاعتراف بهذه المناسبة لأسباب تغنى بها العديد في كثير من المناسبات العالمية ، فهناك من يؤيد فكرة الاحتفال بهذا العيد كفرصة للتعبير لهذه المرأة عن المشاعر الغالية التي لا يجرأ على الإفصاح عنها في أيام السنة الأخرى على حسب طبيعة مجتمعنا الذي لم يتعود على الإفصاح عن المشاعر بسهولة ، و تعلم منذ صغره على كبتها و عدم الإفصاح عنها ، ومن جهة أخرى هناك من يرفض الفكرة ، باعتبار تخصيص يوم واحد في السنة من أجل تذكر خصال المرأة وتضحياتها طيلة حياتها. مناسبة تستحق الوقوف عندها عبرت السيدة "جميلة"عن سعادتها الكبيرة عندما استقبلها أبناؤها في اليوم المخصص لعيد المرأة بفرح وسرور في كل سنة ، فيكفيها سعادة أولادها و أحفادها الذين تذكروها في هذه المناسبة ، وتضيف جميلة أن عائلتها يحتفلون بها في هذا اليوم من كل سنة، لتقدم لها باقات ورد وهدايا تبعث في نفسها الإحساس بالاهتمام و التقدير ، وهذا ما لا يمكنه أن يتجلى في الأيام العادية بتعقد الحياة العصرية و عجلتها السريعة ، فهي لا تجد الوقت لتلتقي فيه بأحفادها و أولادها ، و تمنت جميلة لو أن أيام السنة بأكملها تكون عيدا و هذا ما لا يمكنه أن يكون ، ولا بأس أن يعاد للمرأة التقدير في هذا اليوم تضيف محدثتنا . وتقول السيدة "أسماء40 سنة،"بأنها سعيدة لأنها تتلقى هدايا في كل سنة من أطفالها ، ولا تهمها الهدية بقدر ما يهمها الاهتمام بها من قبل أبنائها، فتلك هي كل السعادة التي تشعر بها، وتؤكد بأن مثل هذا اليوم يخلق نوعا من التميز عن الأيام الأخرى ، خاصة بإقامة حفلة و تقديم الهدايا . الإعتراف بفضلها لا يحصر في وردة حمراء هناك من يرفض فكرة الاحتفال بعيد المرأة كمبدأ، ويعتبره تقليدا يتنافى مع مبادئنا و قيمنا ، و في رأيه أن المرأة أكبر من أن يخصص لها يوم واحد في السنة كعرفان بفضلها ، وفي هذا الصدد يقول"رياض"، موظف ، بأنه ضد فكرة الاحتفال بعيد المرأة و السير على منهاج الغرب الذين جعلوا من المرأة سلعة يروج لها و كأنها ابتكار غربي . و حتى بعض النساء و إن كن قلائل بالنسبة لشريحة الرجال كان لهن رأي مناقض لفكرة الاحتفال بهذه المناسبة ، بل هي تستحق أكثر من مجرد تذكر في يوم واحد بعد إهمال طيلة أيام السنة ، إضافة لأن تخصيص يوم واحد لها يعتبر هضما لحقوقها ، فكل أخت و كل زوجة و كل أم تستحق التقدير و العرفان بعيدا عن كل الشكليات ، بل من واجب كل رجل أن يمنحها السعادة و الأمان الذي تستحقه ، و يرسخ ذلك على أرض الواقع ، من خلال المعاملة الحسنة و السلوك السوي معها ، فهذا في حد ذاته أعظم من ألف هدية تقدم لها و أجمل من ألف وردة تهدى لها. عيد سعيد لكل نساء العالم لا يمكن لأي واحد منا أن ينكر مكانة كل امرأة في مجتمعها و في أسرتها ، فهي الأنثى التي لا يمكن لها أن تتناسى ، فهي موجودة في قلب كل زوج و كل ابن و كل أخ ، و إن كان الرجل الجزائري قد نشأ منذ طفولته على كبت مشاعره و يجد صعوبة في الإفصاح عنها ، فمنهم من يستغل هذه الفرصة ليعبر للأنثى عن فخره و اعتزازه بها ، فيما يعبر آخرون من الرجال عن امتنانهم لها في هذا اليوم بالكلمة الطيبة التي لا تضاهيها أي هدية أخرى، فالمهم من كل ذلك هو المشاعر النبيلة و الصادقة التي تدخل السعادة والسرور في قلب كل امرأة في العالم .