في محاولة منها لإشراك الطفل في إدخال الفرحة والبهجة على قلب المرأة، سواء كانت هذه المرأة هي الأم أو الأخت أو الجدة أو الخالة أو المعلمة، فكرت المكتبة متعددة الوسائط (ميدياتيك) عسلة حسين بالعاصمة بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة في صنع هدية للمرأة بأنامل الأطفال، يتم إهداؤها بالمناسبة للمرأة الأقرب إلى قلبهم. وحول هذه الفكرة حدثتنا الآنسة راضية شيكيرد المسؤولة عن المكتبة قائلة "نحن كمكتبة نولي أهمية كبيرة لمختلف المناسبات التي تمر علينا، نحاول إحياء كل مناسبة وفقا لما تتطلبه من خلال القيام بالعديد من النشاطات، ولا نركز في عملنا على الأنشطة الموجهة للكبار فقط بل نعطي دائما للأطفال حيزا للمشاركة في هذه الأنشطة، وبالنسبة للمناسبة التي احتفلنا بها مؤخرا أي عيد المرأة فكرت رفقة المنشطات اللواتي يعملن بالمكتبة في جعل الطفل يبدع عملا فنيا يقدمه كهدية لأية امرأة يكن لها حبا خاصا، قد تكون أمه أو معلمته أو جدته، هذه الفكرة عندما اقترحناها على الأطفال لقيت ترحيبا كبيرا بينهم، حيث تحمسوا للفكرة وطلبوا منا الإسراع في إنجاز العمل حتى يكون معدا في آجاله، وتضيف المتحدثة "فما كان منا إلا أن عرضنا على الأطفال نماذج لبطاقات بريدية وطلبنا منهم اختيار النموذج الذي يعجبهم ليعدوا بطاقة مماثلة، وذلك بأدوات بسيطة كالورق المقوى والغراء والألوان، فعوض شراء هدية رأينا أن الأجدر هو صناعة الهدية بأنامل أطفال تدل من خلال الجهد المبذول في إنجازها على مشاعر الطفل وما يكنه من عاطفة لأمه أو لأية امرأة يشعر بالحب والامتنان لها، وبمساعدة بسيطة من المنشطات المشرفات على متابعة الأطفال في إبداع وإعداد بطاقات بألوان وأشكال مختلفة، بعدها قاموا بكتابة ما يختلج في صدورهم من عواطف في كلمات تثلج قلب المهدى إليها". ومن جهتها وصفت لنا السيدة دليلة كايوش منشطة بالمكتبة سعادة الأطفال بالهدية التي أنجزوها بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة وتقول "في الحقيقة تعودنا عند حلول هذه المناسبة من كل سنة العمل على جعل الطفل يشارك بصورة فعالة في المناسبة حتى يشعر بالمسؤولية وبأهمية العمل اليدوي، وهو ما لمسناه، حيث لاحظنا أنهم يعملون بلهفة وحماس منقطع النظير". وعلى العموم إلى جانب إعداد البطاقات البريدية تم تلقين الأطفال طريقة تزيين قطعة صابون بأشرطة ملونة توضع بسلة مزينة، وهي هدية بسيطة ولكن لديها قيمة معنوية كبيرة، وتشير محدثتنا "لا يخفى عليكم أننا نسعى في كل مرة إلى تغيير الأفكار ومساعدة الطفل في نفس الوقت على تفجير مواهبه، فمثلا السنة الماضية اقترحنا على الأطفال صناعة باقة من الورود، لأننا نعلم مدى حب المرأة عموما للورود، لا سيما وأنها لا تذبل، إذ بإمكانها الاحتفاظ بها للذكرى"، وتستطرد "إن ما أعجبني في الأطفال أنه على الرغم من براءتهم إلا أنهم يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والفطنة، وهو ما اكتشفناه من خلال قدرتهم على إخفاء الهدية وعدم البوح بها للمرأة التي قرروا إهداءها لها إلا بحلول عيدها. وتذكر لنا السيدة دليلة انطباع بعض الأطفال الذين عملت معهم فتقول "من بين الأطفال الذين أبدعوا وتفننوا في إعداد الهدايا أذكر التوأمين ناريمان ديب ذات 11 سنة من عمرها والتي قررت إهداء ما أنجزته إلى والدتها بينما أختها نسرين ديب قررت إهداء هديتها إلى معلمتها التي تحبها كثيرا، ولدينا أيضا الطفلة ليديا حريز ذات العشر سنوات التي قررت إهداء هديتها لي، وكم كانت سعادتي كبيرة عندما قرأت ما كتبت داخل البطاقة البريدية، بينما الطفلة دنيا قررت إهداء هديتها لوالدتها التي تعتبرها مثلها الأعلى".