إنّ ذكر الله بالقلب واللسان هو روح الأعمال الصالحة، فمتى خلا العمل عن الذكر كان الجسد بلا روح. ذكرُ الله يَطْرُدَ الشيطان، ويرضي الرحمن، ويُزيلَ الهم والغم، وَيُدخل على القلب الفرحَ والسرور والقوة والنشاط. إنه نورٌ في الوجه والقلب، وهو سببٌ جالب للرزق. إنّ الذكر يكسو الذاكر مهابةً وحلاوةً، ونضرةً ومحبة. إنّ الذكر يورثُ صاحبه المراقبة والإنابةَ، ويفتحُ للمرء باباً عظيماً من أبواب المعرفة، ويورثه القربَ من ربّه عزَّ وجلَّ، ويثيبه الله تبارك تعالى بإن يذكره، وقد قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ. من خلال هذا التحقيق نقف على فضل الذكر وأنواعه وكيفيته ومردوده في الدنيا والآخرة. أهل الدثور في البداية تحدث إلينا الشيخ فريح الفريح إمام مسجد خالد بن الوليد وقال: في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن ناسًا من أصحاب رسول الله قالوا للنبي: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضل أموالهم، قال: “أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟! إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة”، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: “أرأيتم لو وضعها في الحرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ” هذا حديث عظيم، فيه دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم لشدة حرصهم على الأعمال الصالحة وقوة رغبتهم في الخير كانوا يحزنون على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهم، فكان الفقراء يحزنون على فوات الصدقة بالأموال التي يقدر عليها الأغنياء، ويحزنون على التخلف عن الخروج في الجهاد لعدم القدرة على آلته، وقد أخبر الله عنهم بذلك في كتابه فقال: وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ . وفي الحديث أن الفقراء غبطوا أهل الدثور والدثور هي الأموال بما يحصل لهم من أجر الصدقة بأموالهم، فدلهم النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات يقدرون عليها. لقد بين لنا نبينا في هذا الحديث أن الصدقة تكون بالمال وغيره، فمن عجز عن الصدقة بالمال فإن فضل الله واسع، فجميع أنواع فعل المعروف والإحسان صدقة، فعن حذيفة عن النبي أنه قال: “كل معروف صدقة” رواه مسلم. أنواع الصدقة ويضيف: إن الصدقة بغير المال نوعان: أحدهما: ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق، فيكون صدقة عليهم، وربما كان أفضل من الصدقة بالمال، وهذا كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه دعوة إلى طاعة الله وكف عن معاصيه، وذلك خير من النفع بالمال، وكذلك تعليم العلم النافع وإقراء القرآن وإزالة الأذى عن الطريق والسعي في جلب النفع للناس ودفع الأذى عنهم، وكذلك الدعاء للمسلمين والاستغفار لهم، وفي الأثر عن ابن عمر: (من كان له مال فليتصدق من ماله، ومن كان له قوة فليتصدق من قوته، ومن كان له علم فليتصدق من علمه). ومن أنواع الصدقة كف الأذى عن الناس، ففي الصحيحين عن أبي ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: “الإيمان بالله والجهاد في سبيله”، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: “أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنًا”، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: “تعين صانعًا أو تصنع لأخرق”، قلت: يا رسول الله، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: “تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة” والنوع الثاني من الصدقة التي ليست مالية: ما نفعه قاصر على فاعله، كأنواع الذكر من التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار، وكذلك المشي إلى المساجد صدقة. وقد جاءت النصوص الكثيرة بتفضيل الذكر على الصدقة وغيرها من الأعمال، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ألا أنبئكم بخير أعمالك، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “ذكر الله عزَّ وجلَّ” رواه الإمام أحمد. هذا فضل الله لمن قل ماله وعجز عن العمل ببدنه، فعنده هذا الذكر الذي فضله رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيره من الأعمال، فتمسكوا به، وأكثروا منه، فإنه رفعة في الدنيا والآخرة وسبب لصلاة الله وملائكته عليكم. فضل الله يؤتيه من يشاء ويقول الشيخ الفريح: لئن كان ما مر معنا وصية رسول الله للفقراء، فإن الأغنياء يجمعون بينها وبين صدقة المال، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الفقراء المهاجرين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم! قال: “وما ذاك؟” قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفلا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة”، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله: “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء” شرف المقام ويقول الشيخ أسامة خياط إمام الحرم المكي: إنّه لمّا كان ذكرُ المحبوبِ سَببًا لدوام محبَّته وسبيلاً إلى استِدامةِ مودَّته وطريقًا إلى نيلِ مَرضاته والظفَر بكريم معيّتِه، ولما كان الله تعالى أولَى وأحقَّ بكمال الحبِّ والعبودية تعظيمًا وإِجلالاً له وشَوقًا إليه ورجاءً له واعتِمادًا وتوكُّلاً عليه كان ذِكرُه سبحانه بالقلوبِ والألسِنة من أعظم ما ينتفِع به العبدُ من أعمالٍ يرجو بِرَّها وذُخرها ويحتَسِب أجرَها ويأمل حُسنَ المآب بها. وقد جاء في كتابِ الله الأمرُ بذكرِ الله كثيراً والثناءُ الجميل على الذّاكرين اللهَ كثيراً والذاكرات، فقال عزّ اسمه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الأحزاب: 41 - 42]، وقال تعَالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة: 10]، وقال جلّ شأنُه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب: 35] . وإنّه لشَرَفِ مقامِ الذّكر وعلوِّ منزلته وجميلِ العُقبى فيه وكرِيم الجزاءِ عليه كان خيرَ الأعمال وأزكاها عند اللهِ. إزالة الغم وجلب السرور ويواصل الشيخ خياط حديثه بالقول: كفى بذكرِ الله شَرفًا أن جعلَه الله سببًا لذكرِ الله عبدَه الذاكرَ له، كما جاء في الحديثِ الذي أخرجَه الشيخان في صحيحَيهما عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله: “يقول الله تعالى: أنا عِند ظنِّ عبدي بي، وأنا معَه إذا ذكرني، فإن ذكرَني في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٍ منهم” الحديث. ولو لم يكن لذكرِ الله تعالى إلا هذه الفائدة لكفَى بها شرفًا وفضلاً، كيف ومِن فضائلِه أنه يطرُد الشيطانَ ويقمعه، ويزيل الغمَّ ويجلِب السرور، ويقوِّي القلبَ ويثبّته، وينوّر القلب والوجهَ، ويكون سببًا لجلبِ الرّزق، ويُكسِب الذاكرَ مهابةً وحلاوة ونضرَة، ويورث المعرفة والمراقبةَ حتى يدخلَ الذاكرَ في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه، ويورثه الإنابةَ وهي العودةُ إلى الله عزّ وجَلّ، فإذا أكثَر الرجوعَ إليه بذِكرِه أورَثَه ذلك رجوعَه بقلبِه إليه في كلِّ أحواله، فيبقَى الله مفزَعَه وملجَأَه وملاذَه ومعَاذَه وقِبلةَ قَلبِه ومَهربَه عند النوازل والبلايا، ويورثه الهيبةَ لربِّه سبحانه وإجلالَه له لشدّةِ تمكُّنه من قلبِه، بخلافِ الغافل فإنّ حجابَ الهيبةِ رقيقٌ في قلبه، ويورِثه حياةَ القَلبِ؛ لأنّ الذكرَ قوتُ القلبِ وغِذاء الروحِ، قال العلامة الإمامُ ابن القيّم رحمه الله: “وسمعت شيخَ الإسلام ابن تيمية يقول: الذكرُ للقلب كالماءِ للسّمك، فكيف يكون حالُ السمك إن فارَقَ الماء؟!”، ويورِث جلاءَ القلبِ مِن صَدَئِه، فإنَّ لكلِّ شيءٍ صدَأً، وصدأُ القلب الغفلةُ والذنوب، وجِلاؤه الذكرُ والاستغفار، وهو يحطّ الخطايا ويذهِبها؛ لأنّه من أعظَمِ الحسنات، والله تعالى يقول: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ الآية [هود: 114]. سبب النجاة والذكر وهو سَببٌ للنّجاة من عذابِ الله، وسببٌ لتنزّل السكينةِ وغِشيان الرّحمة وحُفوفِ الملائكة، كما أخبَر بذلك رسولُ الهدى في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحِه وهو أيضًا سبَبٌ لاشتغالِ القلب عن الغيبةِ والنميمة والفُحش والباطل، ويؤمِّن العبدَ من الحَسرةِ يومَ القيامة، كما جاء في الحديث الذي أخرجَه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: “ما مِن قومٍ يقومون من مجلسٍ لا يذكُرون اللهَ فيه إلاّ قاموا عن مثلِ جيفةِ حمار وكان لهم حَسرة” أي: يوم القيامة كما ثبت في بعض طرق الحديث عند الطبراني وغيره بإسناد جيد، وهو مع البكاء في الخَلوة سبب لإظلال الله العبدَ في ظلّ عرشه والناس في حرّ الشمسِ يوم القيامة، كما جاء في الحديثِ الذي أخرجه الشيخان في صحيحَيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: “سبعةٌ يظلّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلّه”، فذكر الحديث وفيه: “ورجلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا ففاضَت عيناه”، إلى غير ذلك من فوائدِ الذّكرِ ومنافعِه التي ذكرَ بعضُ أهلِ العلم منها أكثرَ من مائةِ فائدة. الذكر وطمأنينة القلب أما الشيخ خالد الشثري إمام مسجد ابن القيم يقول: قال تعالى أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28]. وقال تعالى إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب: 35]. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه” رواه مسلم. وعن عبدالله بن بسر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت فأنبئني بشيء أتشبث به، قال: “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله” رواه الترمذي وقال حديث حسن، والحكم وقال صحيح الإسناد. وقد أخرج الطبراني وغيره من حديث معاذ بن جبل قال آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت له: أي الأعمال أحب إلى الله، قال: “أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله” ورواه البزار بإسناد حسن بلفظ “أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله” وعن أبى هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال “سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله، قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات” رواه مسلم. وفي رواية أحمد”قالوا وما المفردون؟ قال: الذين يهترون في ذكر الله” وفى رواية الترمذي “وما المفردون؟ قال المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا” خير الأعمال ويواصل الشيخ الشثري حديثه قائلاً: روي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون” رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيحة الإسناد. وأخرج الطبراني عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رجلا سأله فقال أي المجاهدين أعظم أجرا؟ قال: “أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا”، قال: فأي الصائمين أعظم أجراً؟ قال: “أكثرهم لله ذكرا”، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أكثرهم لله – تبارك وتعالى – ذكراً”، فقال ابوبكر الصديق لعمر رضي الله عنهما: يا أبا حفص! ذهب الذاكرون الله بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أجل” ورواه أحمد إلا أنه قال: “أي الجهاد أعظم أجراً” ورواه ابن المبارك وابن أبى الدنيا من وجوه مرسلة. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم” قالوا بلى، قال: “ذكر الله تعالى” رواه الترمذي والحاكم وقال إسناده صحيح، ورواه أحمد بإسناد حسن. وزاد في موطأ مالك قوله “قال زياد بن أبي زياد وقال أبو عبدالرحمن معاذ بن جبل ما عمل بن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله” الانشغال بالذكر وعن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما عمل بن آدم من عمل أنجى له من النار من ذكر الله عزَّ وجلَّ قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع قالها ثلاثاً” وعن ابن عمر قال قلت لأبي ذر يا عماه أوصني قال سألتني كما سألت رسول الله فقال: “إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين وإن صليت أربعا كنت من العابدين وإن صليت ستاً لم يلحقك ذنب وإن صليت ثمانياً كتبت من القانتين وإن صليت ثنتي عشرة بني لك بيتاً في الجنة وما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا ولله فيها صدقة يمنّ بها على من يشاء من عباده وما منّ على عبد بمثل أن يلهمه ذكره” ورواه الطبرانى في الكبير عن أبي الدرداء ورواته ثقات. وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول: “من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطى السائلين” قال الحافظ هذا حديث حسن. وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة” وهذا لفظ البخاري، ورواه أحمد بنحوه من طريق أنس ورجاله رجال الصحيح. من فضائل الأذكار وعن الذكر وفضله يقول الشيخ إبراهيم العجلان مدرس العلوم الدينية في متوسطه القدس: قال يحيى بن زكريا – عليهما السلام -: (وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ في أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ اللَّهِ. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. لاَ يَضُرُّكَ بَأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) رواه مسلم.- عن أم هانئ -رضي الله عنها- قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (إني قَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ، فمرني بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ. قَالَ: سبحي اللَّهَ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ واحمدي اللَّهَ مِائَةَ تَحْمِيدَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا في سَبِيلِ اللَّهِ وَكَبِّرِي اللَّهَ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ وهللي اللَّهَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلاَ يُرْفَعُ يَوْمَئِذٍ لأَحَدٍ عَمَلٌ إِلاَّ أَنْ يأتي بِمِثْلِ مَا أَتَيْتِ بِهِ) عن أنس رضي الله عنه: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ) رواه الترمذي. قرة أعين الموحدين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (خذوا جنتكم قالوا يا رسول الله، أَمِنْ عدوٍ قد حضر؟ قال: لا، ولكن جنتكم من النار قولُ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات) رواه النسائي في السنن الكبرى، وحسنه الألباني. أنهن ينعطفن حول العرش، يذكرن بصاحبهن: عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِىِّ النَّحْلِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ -أَوْ لاَ يَزَالَ لَهُ- مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ) رواه ابن ماجه، وعن أبي سلمى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بخ بخ، وأشار بيده لخمس، ما أثقلهن في الميزان، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه) رواه ابن حبان، وصححه الألباني. عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إني لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، فعلمني شَيْئًا يُجْزِئْنِي مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ). ذكر بعض أهل العلم أن السر في هذا الفضل العظيم لهذه الكلمات الأربع، أن أسماء الله -تبارك وتعالى- كلها مدرجة في هذه الكلمات الأربع، فسبحان الله تندرج تحتها أسماء التنزيه كالقدوس والسلام، والحمد لله مشتملة على إثبات أنواع الكمال لله -تبارك وتعالى- في أسمائه وصفاته، والله أكبر فيها تكبيره وتعظيمه، وأنه لا يحصي أحد الثناء عليه، ومن كان كذلك فلا إله إلا هو، أي لا معبود بحق سواه. وأكثروا من ذكره، فإن ذكره سبحانه قوت قلوب الذاكرين، وهو قرة عيون الموحدين، وهو عدتهم الكبرى، وسلاحهم الذي لا يبلى، وهو دواء أسقامهم، الذي متى تركوه أصيبت منهم المقاتل، فانتكسوا على أعقابهم خاسرين. إذا مرضنا تداوينا بذكرك ونترك الذكر أحيانًا فننتكس فبالذكر يستدفع الذاكرون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم المصيبات، فإليه الملجأ إذا ادلهمت الخطوب، وإليه المفزع عند توالي الكوارث والكروب، به تنقشع الظلمات والأكدار، وتحلّ الأفراح والمسرّات. حياة القلوب وصلاحها والله تعالى أمر المؤمنين بأن يذكروه قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، فقال تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء: 103]. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي يذكر الله على كل أحيانه أعلى مراتب الذكر الذي أمر الله به هو ما تواطأ فيه القلب واللسان، واعلموا أن هذا الفضل العظيم والأجر الكثير ليس معلقًا على ذكر الشفة واللسان فحسب، بل لا يثبت هذا الأجر الموعود إلا على ذكر يتواطأ فيه القلب واللسان، فذكر الله إن لم يخفق به القلب، وإن لم تعش به النفس، وإن لم يكن مصحوبًا بالتضرع والتذلل والمحبة لله تعالى، فلن يكون سببًا لتحصيل هذه المزايا والفضائل. وقد يسأل المرء: ما سر تفضيل الذكر على سائر أنواع وأعمال البر، مع أنه خفيف على اللسان ولا يحصل به تعب على الأبدان؟ إن سر هذا التفضيل هو أن الذكر يورث يقظة القلب وحياته وصلاحه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت” فالذكر حياة القلوب وصلاحها، والذكر للقلب كالماء للزرع، بل كالماء للسمك، لا حياة له إلا به. فإذا حييت القلوب وصَلَحت صلحت الجوارح واستقامت. قسوة القلوب وغفلتها الشيخ صالح بن عبدالرحمن الخضيري يقول: إنّ من الحقائق المؤلمة والفجائع المروِّعَة أن كثيراً من الناس اليوم طغت عليهم الماديات، وشغلهم العكوف على الملهيات والمحرمات، فراحوا يلهثون وراءَ حُطام الدنيا الفانية، فلم يتركوا لدينهم وعبادة ربهم وقتاً كافياً، بل صار الوقت كلُهُ مصروفاً لمتاع الدنيا وشهواتها المحرمة، فهي أكبر همهم، لها يغضبون، وعليها يحزنون، ومن أجلها يحبون ويبغضون، ويوالون ويعادون، فصدق عليهم ما قال الله عن الغافيلن: يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم: 7]. لقد سادت الغفلة عن ذكر الله، وتنوعت وسائلُ الصدِ عن سبيل الله، وتفنّن أعداء الإسلام في الأساليب الخبيثة والطرق الماكرة، التي يصرفون بها أهلَّ الإسلام عن دينهم وذكر ربهم وكتابه المجيد. وأعظم من ذلك ما أُصيبت به القلوبُ من قسوةٍ وغفلةٍ وبعد عن صراطه صراطه المستقيم وذكره الحكيم عوقب الناس بعقوباتٍ حسية وأخرى معنوية هي أكبر لو كانوا يعلمون، فتواردت عليهم الفتن وجفّت مدامع العيون من خشية الله، وذهب صفاء القلوب إلا من رحم الله. وهذا مصداق قولِ ربنا جل وعلا: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه: 124]. ومصداق قوله سبحانه: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [الأنعام: 44]. السعادة الحقيقية ويقول الشيخ الخضيري: لقد غَفَلَ كثير من المسلمين عن سعادتهم الحقيقة وحياتهم الطيبة التي تكمن في ذكر الله عزَّ وجلَّ واستغفاره وعبادتهِ والتوجه إليه، فبها تطمئن القلوب وتسعد النفوس: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28]. وشغلوا أنفسهم بملهيات الحياة وضيعوا أعمارهم بالقيل والقال، وسيئ المقال. لقد أصبح كثيرٌ من الناس اليوم يعيشون حياة الضياع والغفلة، وذلك بمشاهدة المنكر، واستماع الإثم، فأفلامٌ خليعة مفسدة للأخلاق ومدمّرة للحياة، وأجهزةٌ لاستماع الغناء الذي يدعو إلى فعل الفاحشة والزنا، نجد ذلك في السيارات والبيوت والاستراحات وغيرها من أماكن اللهو. فأصبحت بيوتُ هؤلاء المحرومين مقراً للشياطين وميداناً لهم يتلاعبون فيه بالغافلين من الإنس يؤذنهم ويتسلطون عليهم جزاءَ غفلتهم عن ذكر ربهم: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد: 11]. وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف: 36]. ولهذا كثرت الشكوى في عصرنا الحاضر من حوادث السحر، والصرع، والإصابة بالعين، وهذا وإن كان بقضاءٍ وقدرٍ إلا أن مشيئة الله جرت بأن كلَّ شيءٍ له سبب. وإن من أسباب تك المصائب: الغفلة عن الأوراد الشرعية والأذكار النبوية، وكلام ربِّ البرية، واستبدال ذلك بالصور الخليعة والغناء الماجن؛ قرآن الشيطان، والأفلام المفسدة، مما يسبب دخولَ الشياطين إلى البيوت. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء” (رواه مسلم). الباب الأعظم إنّ خير البيوت بيتٌ يُذكرُ الله فيه، ويُصلى فيه على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وإن شرَّ البيوت بيتٌ لا ذكر فيه، ولا تلاوة، وإنما هي الغفلة والإعراض. وإن خير المجالس ما كان فيه ذكرٌ لله، وإن شرها ما جلب على صاحبه ضرراً وسببَّ له إثماً. إن الذكر والاستغفار هو الباب الأعظم بين العبد وربّه ما لم يغلقه العبدُ بالغفلة. فبالذكر يَصْرَعُ الإنسانُ شيطانَ الجن كما يصرعُ الشيطان أهل الغفلة والإعراض . قال بعض السلف: “إذا تمكن الذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يُصرعُ الإنسان إذا دنا منه الشيطان فيجتمع عليه الشياطين فيقولون: ما لهذا؟! فيقال: قد مَسّه الإنسي” الله أكبر، هكذا يُكْسِبُ ذكرُ الله واستغفاره المرءَ قوةً ونشاطاً، وإيماناً يصرع به شياطين الجن، مع قوة في البدن، حتى إن الذاكر ليفعل مع الذكر ما لم يظنَّ فعِلَه بدونه. الذكر يَعْدِلُ عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله عزَّ وجلَّ، ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله، ففي الحديث الصحيح عند الترمذي، أنه صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟!. قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى” ولهذا ترتفع منزلة الذاكرين الله كثيراً والذكرات إلى أن يباهي الله عزَّ وجلَّ بهم الملائكة كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأحبابه بالذكر.