سقطت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري في دمشق الاثنين فيما مشطت القوات الجوية التابعة للرئيس بشار الأسد مناطق تسيطر عليها المعارضة وقصفتها في العاصمة وفي حلب. وأكد التلفزيون الرسمي تحطم طائرة هليكوبتر في العاصمة السورية لكنه لم يكشف تفاصيل. وقال نشطاء معارضون إن مقاتلي المعارضة أسقطوها. وأظهرت لقطات فيديو نشرتها المعارضة طائرة اشتعلت فيها النيران وتسقط فوق منطقة سكنية مما أدى الى انبعاث عامود من الدخان الاسود. وبعد يوم من اتهام المعارضة قوات الاسد والشبيحة بذبح المئات في بلدة داريا قرب دمشق رفع الإسقاط المحتمل للطائرة الهليكوبتر الذي أعلن مقاتلو المعارضة المزودون بأسلحة خفيفة المسؤولية عنه من الروح المعنوية. وقال ناشط في المنطقة ذكر ان اسمه أبو بكر تحدث الى رويترز من مكان قريب من الموقع الذي سقطت فه الطائرة بضاحية القابون "كانت (الطائرة الهليكوبتر) تحلق فوق المنطقة الشرقية من المدينة وتطلق نيرانها طوال الصباح. حاول مقاتلو المعارضة اصابتها لمدة ساعة تقريبا وفي نهاية الامر فعلوا ذلك." وحملت لقطات فيديو اصوات تكبير احتفالا بسقوط الطائرة. وعلى الرغم من أن قادة المعارضة طلبوا من الحلفاء الأجانب صواريخ مضادة للطائرات فإن الدول الغربية لا ترغب في إمدادهم بهذه الاسلحة خوفا من أن تسقط في أياد معادية. ولم تظهر دلائل على استخدام المقاتلين في دمشق اي صواريخ. وبدأت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش اطلاق صواريخ ونيران اسلحة الية يوم الاحد في احياء جوبر وزملكا وعربين وهي احياء سنية للطبقة العاملة تقع على المشارف الشرقية للمدينة. وشن مقاتلو المعارضة في المنطقة هجمات كر وفر ضد قوات الاسد على مشارف دمشق والضواحي المجاورة في الأسابيع القليلة الماضية مما أثار رد فعل عنيفا. وقال ناشطون ان الجولة الاخيرة من القصف فجرها هجوم لمقاتلي المعارضة قتل فيه مقاتلو المعارضة قناصا وأسروا آخر بالقرب من حاجز طريق في جوبر وهي ضاحية متهدمة قرب استاد يقول ناشطون انه تحول الى قاعدة للجيش. وقال ابو عمر وهو تاجر يعيش في المنطقة لرويترز عبر الهاتف قبل سقوط الطائرة "رد جيش الاسد باعتقال 100 شخص تعسفيا في جوبر. وأسقطت طائرات الهليكوبتر منشورات تحذر السكان لتسليم ما يصفه النظام بارهابيين أو مواجهة الابادة." وقال الناشط سمير الشامي "هذا يجري منذ السابعة صباحا. لم تتوقف اصوات اطلاق النيران او انفجار قذائف المورتر... أرى الدخان يتصاعد في كل مكان." وقال ناشط يتمركز في الضواحي الشرقيةبدمشق يدعى محمد الدوماني إن قوات الاسد تطلق قذائف المورتر وإن طائرات الهليكوبتر تطلق الرصاص على بلدات قريبة فيما رد مقاتلو المعارضة بإطلاق نيران الأسلحة الآلية والبنادق. وأضاف "هناك تفجيرات وانفجارات قذائف مورتر مستمرة. مقاتلو المعارضة يهاجمون نقاط التفتيش التابعة لقوات الأمن في الضواحي." وقال نشطاء معارضون انه تم العثور على جثث نحو 320 شخصا بينهم نساء واطفال في منازل وأقبية في بلدة داريا جنوب غربي دمشق. وأضافوا أن أغلبهم "أعدموا". وبث نشطاء عدة تسجيلات مصورة على الانترنت تظهر فيها صفوف من الجثث الملطخة بالدماء ملفوفة بملاءات. وبدا ان معظم القتلى من الشبان لكن تسجيلا مصورا واحدا على الاقل اظهر عدة اطفال قتلوا نتيجة اصابتهم باعيرة نارية في رؤوسهم على ما يبدو. وكانت جثة احد الاطفال غارقة في الدماء. ونظرا للقيود المفروضة على وسائل الاعلام غير الحكومية في سوريا لم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه الروايات. واصبحت الانتفاضة التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية حربا اهلية وحشية. واتهم محققو الاممالمتحدة طرفي الصراع في سوريا بارتكاب جرائم حرب لكنهم قالوا ان اللوم يقع على القوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة اكثر مما يقع على المعارضة المسلحة. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي شبكة نشطاء سورية إن عدد القتلى الذين سقطوا في داريا رفع العدد اليومي للقتلى يوم السبت إلى 440 قتيلا وهو واحد من اعلى أعداد القتلى في يوم واحد منذ اندلاع الانتفاضة. وداريا بلدة سنية شهدت ثلاثة ايام من القصف العنيف قبل ان تقتحمها القوات الحكومية يوم الجمعة. وقالت الوكالة العربية السورية الرسمية للانباء "قامت قواتنا المسلحة الباسلة بتطهير داريا من بقايا الجماعات الارهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم ضد ابناء البلدة وبثت الرعب فيهم ودمرت وخربت الممتلكات العامة والخاصة." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان نحو 200 شخصا قتلوا امس وبينهم مدنيون ومقاتلون. وتقول الاممالمتحدة إن اكثر من 18 الف شخص قتلوا في الصراع.