علمت الجزائرالجديدة من مصادر مطلعة بكلية العلوم السياسية والإعلام أن مشاكل المقر الجديد المسمى مجازا " باخرة التيتانيك" قد زادت حدة الصراع القائم بين الجارين القديمين والعنيدين، قسم العلوم الساسية، وقسم الإعلام الأمر الذي أدى إلى تأخر إطلاق تسمية ملائمة ونهائية على المقر الجديد لحد لآن. وجاء المقر الجديد بناءا على عدة اعتبارات في مقدمتها حل المشاكل التي تعانيها الكلية القديمة كالاكتظاظ، حيث وصل عدد الطلبة في القسم الواحد إلى ما يفوق ال 60 طالب، مما أدى إلى تراجع التحصيل العلمي في السنوات الأخيرة، كما أن قدم المدرجات والأقسام وتشقق جدرانها صعّب الأمر أمام هؤلاء في تلقي الدروس بشكل طبيعي خاصة في فصل الشتاء. ويعد الكتاب ، الغائب الأكبر في هاته الكلية ، الأمر الذي جعل الكلية تفتقر لأدنى شروط البحث العلمي أمام انعدام بعض الكتب ونقص بعضها الأخر خاصة على مستوى مكتبة قسم علوم الإعلام والاتصال، التي تكاد كتبها تعد على الأصابع، والانعدام النهائي لكتب تخصص سينما وتلفزيون لطلبة الماجستير، حيث أصبح هؤلاء مضطرين إلى استعارة كتب الأساتذة الخاصة التي اقتنوها من المكتبات الأوروبية أيام دراستهم هناك. ومن الاعتبارات التي جاء من أجلها المقر الجديد هو الوصول بالجامعة الجزائرية إلى مصاف الجامعات الدولية في هذا التخصص كتوفير شبكة الانترنت التي هي من أساسيات هذا التخصص وتجهيز أستوديو بأحدث الأجهزة للطلبة الذين يدرسون تخصص سمعي بصري بقسم الإعلام، بدل استمرار هؤلاء الدراسة في الكلية القديمة بتركيزهم على الجانب النظري، وهي التي يعاني منها كذلك طلبة الماجستير تخصص سينما وتلفزيون، الذين يفتقرون لجهاز تلفاز أحيانا مما اضطروا في العديد من المرات إلى إلغاء الحصص المرتبطة به والاكتفاء بالدراسة نظريا، الأمر الذي دفع بهؤلاء الطلبة إلى التساؤل إذا كانت إدارة الكلية راضية بوجود هذا التخصص أم هو مفروض عليها فرضا من قبل الوزارة الوصية. ولم تتوقف مشاكل هاته الكلية عند هذا الحد، بل هناك مشكل آخر طفا على السطح مؤخرا على مستوى قسم علوم الإعلام والاتصال، خاصة فيما يتعلق بتخصص الماستر الذي يبقى التخصص الوحيد المستفيد من المقر الجديد، وهو مشكل عدم اتضاح الرؤية لبعض الطلبة عن اللغة الرسمية لهذا التخصص، إن كانت اللغة الفرنسية أم العربية، حيث لم يستطع الطلبة بهذا التخصص التفريق بين دراستهم هناك أو في معهد الترجمة أم أنهم يدرسون في مدرسة فرنسية وهم لا يعرفون. ويبدو أنه أيا من هذه الاعتبارات لم يتحقق، حيث وأمام هذا الصراع الداخلي القديم الجديد، كان الطالب ينتظر الحلم الضائع منه منذ سنتين بالدراسة في كلية تتوفر على كل الشروط وترقى إلى مستواه العلمي والإبحار في باخرة تصل به إلى مصاف الجامعات المتقدمة،وجد نفسه مبحرا في نفس المشاكل وصراعات جديدة هو في غنى عنها، فقسم علوم الإعلام والاتصال يريد تسمية المقر الجديد بالمدرسة العليا للصحافة، في حين يتمنى قسم العلوم السياسية الاستحواذ على التسمية لصالحه،وهو ما يكشف سر تماطل إدارة الكلية في تحويل كل التخصصات إلى المقر الجديد لحد الآن، وهو المقر الذي أنجزته مديرية التجهيزات العمومية لولاية الجزائر وسلمته للوزارة الوصية منذ منتصف العام الماضي. وفي ظل ذلك يبدو أن المقر الجديد لم يجهز بصفة نهاية لذات النزاع، الأمر الذي جعل الطلبة لم يستفيدوا منه لحد الآن، بل أدخل الطلبة الذين يبقون يطالبون بتحويلهم إليها دون معرفة أسباب التأخر أو معرفة التسمية التي ستطلق على هذا المقر بالمبادرة بإطلاق تسمية تيتانيك فيما بينهم.