رثا أمس المشاركون في اليوم الدراسي المتمحور حول بناية المسرح في الجزائر المنظم من قبل قسم الفنون الدرامية، الوضعية الكارثية التي آلت إليها المسارح الجزائرية، بعدما أصبحت في طريق توديع أصلها وملامحها المعمارية الأساسية، نتيجة عمليات الترميم غير المدروسة وانعدام الإرادة السياسية الحقيقية للحفاظ على الهوية التاريخية والوطنية. واجمع المتدخلون من مختلف ولايات الوطن، أن ما تتداوله السلطات من أفكار ورؤى ثقافية هو جريمة في حق المسرح ككل، بعدما أثبتت فشلها في إنشاء فضاءات مسرحية جديدة، بل تعدتها إلى مسح اللمسة الأصلية والحقيقية عن المسارح الموروثة عن الفترات الكولونيالية، من خلال منح عمليات الترميم إلى مؤسسات مقاولاتية عنوانها أو اسمها التجارة بعيدا كليا عن الترميم واساسياته ومقاييسه العالمية، مما جعل تلك الموروثات المسرحية الشامخة تقصى من التصنيف كتراث عالمي من قبل اليونسكو نتيجة عدم حفاظها على المواد الأساسية التي رممت بها بعدما تم اعتماد الاسمنت في ذلك، نتيجة انعدام خبير يتقن عملية الترميم ومقاييسها العالمية، على غرار مسرحي ولايتي وهران وسكيكدة حسبما أكدته الدكتورة طامر أنوال من جامعة وهران ورئيسة اللجنة العلمية لليوم الدراسي، متسائلة عن البرنامج الوزاري الذي وضع مشاريع لازالت كلام يتلى على ألسن مسؤولي قطاع الثقافة بالجزائر مثل برمجة تشييد مسرح بكل ولاية ب400 إلى 700 مقعد على المدى القصير أي أنها تكون جاهزة مع سنة 2009 وعلى المدى الطويل مسرح بكل دائرة أي مع مشارف سنة 2025 ليبقى الواقع مكذبا لكل تلك الوعود، ومن جهته أكد الأستاذ غريبي عبد الكريم من جامعة مستغانم، أن غياب التسيير هو الحاجز الرئيسي لعدم حصول ترميم حقيقي للمسارح. وهران :كريم.ل