أيدت دراسة حديثة ما سبق وأن أثارته بحوث سابقة بخصوص مخاطر تناول الحوامل للكحوليات، بعدما أوضحت أن الأخطار التي يتعرض لها الجنين أثناء النمو بسبب شرب والدته قد تكون عند أعلى مستوياتها في نهاية الثلاثة أشهر الأولى من الحمل. فقد تبين، وفقاً لتلك الدراسة، أن نهاية أول ثلاثة أشهر من الحمل هي الفترة التي يمكن فيها للكحول أن يلحق أكبر قدر ممكن من الضرر بعملية نمو الجنين، وهو ما قد يتمخض عن حدوث تشوهات بدنية وظهور أعراض سلوكية وإدراكية في نفس الوقت. واعترفت سيدة من بين 12 سيدة بأنها تتناول الكحول أثناء الحمل، بينما قالت سيدة من بين كل 30 سيدة إنها تحضر حفلة شرب خمر صاخبة، أو تتناول خمسة مقادير أو أكثر في كل مرة. ولفتت في هذا السياق مجلة التايم الأميركية إلى أن التعرض للكحول في الرحم يؤدي إلى ظهور اضطرابات طيف الكحول الجنيني لدى حوالي 40 ألف من المواليد الجدد كل عام في الولاياتالمتحدة. وبينما يمكن للبالغات أن يتخلصن من الكحول بصورة آمنة نسبياً، فإن الأجنة التي لا تزال تنمو تميل للاحتفاظ بمزيد من الكحول في الدم، وهو ما قد يعيق أو يوقف نمو الدماغ والجسم. وتوصل الباحثون لتلك النتائج من خلال دراستهم التي أجروها في جامعة كاليفورنيا على 992 سيدة في الفترة ما بين عامي 1978 و2005. وتبين، تبعاً للنتائج، أنه وعن كل مشروب إضافي تتناوله الأمهات في الفترة ما بين اليوم ال 43 وال 84 من حملهن، تتزايد احتمالات صغر أجساد أطفالهن عن الحجم المتوسط بنسبة 16 %، وهو ما قد يزيد من خطر تعرضهم لمشكلات ذهنية وبدنية. كما تتزايد احتمالات إصابة أطفالهن بعيوب خلقية، كزيادة أخطار إصابتهم بنتوء يربط بين الأنف والشفة العليا بنسبة 25 %، وزيادة 12 % في خطر الولادة برأس صغيرة بشكل غير طبيعي، وزيادة 22% في خطر الولادة بشفة عليا رفيعة بشكل غير عادي.