كشفت مصادر مقرّبة من عائلة تقطن بنواحي مفتاح عن تورط ثلاثة من أفرادها، وكلهن من الجنس اللطيف في سرقة حقيبة يد محامية أثناء تواجدها بحمام نسائي، وكشفت ذات المصادر أن المتورطات الثلاثة وبعد الاستماع لهن من طرف الضبطية القضائية سيمثلون ثانية أمام قاضي التحقيق، من أجل إحالتهن على مستوى محكمة الأربعاء الابتدائية بعدما وجهت لهن تهمة السرقة. الواقعة وحسب ما ورد على مسامعنا امتزجت فيها الغرابة بالطرافة، وبدت على بطلاتها كل أمارات الجهل والغباء، ولو كن محترفات للسرقة. فتفاصيل الواقعة التي تعود أحداثها إلى أحد أيام شهر فيفري من السنة الجارية ضحيتها محامية اختارت يومها التوجه إلى حمام نسائي يتواجد بمفتاح، ولم تضع أبدا في حسبانها ما ينتظرها من فتاة قاصرة، لا يزيد سنها عن 17 سنة احترفت السرقة منذ نعومة أظافرها، كيف لا وقد نشأت وسط عائلة يقتات جل أفرادها من السرقات، وتحيا بناتهن كبائعات للهوى، فتقصدن الملاهي في ساعات متأخرة من الليل وتبعن فيه أجسادهن بأرخص الأثمان إلى أن صرن من فتيات الليل بلا منازع. فيما فضّلت إحداهن سلك درب آخر، عنوانه السحر والشعوذة فصارت مستقطبا لفئات كثيرة ممن غاب ليدهم الوازع الديني وافتقدوا لبذرات الإيمان في قلوبهم، كل هذا وذاك يحدث في ظل صمت رهيب لرجال العائلة الذين كانوا في الزمن الماضي أصحاب القرار والكلمة الأولى والأخيرة، وسط البيت العائلي. وهذا حسب ما شهد لهم به كل من عرفهم سابقا وهم يعاملون أخواتهن بصرامة خوفا من أن تحيد إحداهن عن الصراط المستقيم، الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين من جيرانهم ومعارفهم، بعدما أضحت الكلمة الفولاذية لرجال تلك العائلة تتمرغ في التراب، لا أحد يعبّر لها اهتماما، لما تحوّلت معاملتهن لأخواتهن في زمن ماضي إلى معاملة بناتهن من الجيل الصاعد في الوقت الحاضر. وبالرجوع إلى الواقعة التي نحن بصدد سردها، وفي اليوم الذي تواجدت فيه المحامية بالحمام، ترصّدت لها الفتاة المراهقة ولكل حركة من حركاتها إلى أن شاهدتها تدخل إحدى حجرة الحمام حينها استغفلت صاحبة الحمام واستحوذت على حقيبة المحامية، لتعود أدراجها إلى البيت أين وجدت فيها مبلغا ماليا معتبرا، وبعض المجوهرات ودفتر للشيكات البنكية، وبعض الوصلات التي يتسلمها المجوهراتي في حال دفع صاحبته قيمة المجوهرات عبر التقسيط، حينها قامت الفتاة بإخفاء القيمة المالية وكذا المجوهرات وتركت الحقيبة ملقاة بغرفتها، وهي الحقيبة التي أثارت فضول زوجة عمها خاصة وأنها من النوع الرفيع ولم تعتد رؤيتها لديها، فاستغفلتها هي الأخرى أملا في الاستحواذ على شيء قيّم تحويه، لكنها لم تعثر إلا على وصلات المجوهراتي فأخذتها وتوجهت بكل غباء لدى هذا المجوهراتي لتطلب منه المجوهرات محل الدفع بالتقسيط، فما كان من بائع المجوهرات إلا الاتصال بمصالح الأمن والإيقاع بها، خاصة بعدما أخطرته المحامية بالأمر، وبعد إلقاء القبض على السيدة والاستماع لأقوالها حاولت استخدام الحيلة والمراوغة، فأكدت لمصالح الشرطة أن بنتها القاصرة والتي تدرس بالا كمالية كانت قد عثرت عليها ملقاة بإحدى شوارع مفتاح وهنا توجّه رجال الأمن على الفور إلى مكان تمدرس الفتاة، لكنها نفت معرفتها بالأمر، مكذبة في ذات السياق تصريحات والدتها، فما كان لهاته الأخيرة إلا الكشف عن مجريات الواقعة لتسرد قصة الحقيبة التي ستجر أما وقاصرتين لأروقة العدالة.