مازالت حالة اللاأمن تميز الوضع في الشمال المالي وسط استمرار التفجيرات والاشتباكات بين الإرهابيين و القوات الفرنسية و المالية وما أنجر عن ذلك من موجات النزوح و تدنى الوضع الإنساني في المنطقة. وتجددت المعارك بين الجيش المالي المدعوم بالقوات الفرنسية والإرهابيين أمس الجمعة، في عديد المناطق المحاذية لمدينة غاو كبرى مدن الشمال كما وردت أنباء عن إحراق الارهابيين لقصر العدل في هذه المدينة التي تشهد توترا أمنيا مستمرا. وفي أنحاء مدينة غاو لقي مالا يقل عن 15 إرهابيا مصرعهم خلال إشتباكات وقعت أول أمس الخميس بينما أصيب عسكريين فرنسيين وأربعة جنود ماليين بجراح حسبما أعلنته هيئة أركان القوات المسلحة الفرنسية اليوم الجمعة مشيرة إلى أن "عناصر من سلاح المهندسين (الفرنسي) تدخلت لتفكيك عدد من العبوات الناسفة ما أدي إلى إصابة جنديين فرنسيين خلال العملية بجروح طفيفة". روسيا تحضر نفسها كشف رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ألكسندر فومين، عن استعداد الشركات الروسية لتوريد بعض أنواع الأسلحة إلى مالي، مشيرا إلى الاتصالات و الاتفاقيات الموقعة التي أجريت بين البلدين و التي تخص تزويد مالي بأسلحة عسكرية خفيفة احتاجت إليها القوات الحكومية. وقال رئيس الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، "سبق لممثلي الجانب المالي أن توجهوا إلى روسيا حيث أجريت اتصالات بيننها ووقعت اتفاقيات، وقمنا بتوريد بعض أنواع الأسلحة التي طلبوها، وبينها أسلحة خفيفة وأخرى للقتال القريب التي احتاجت إليها القوات الحكومية للحفاظ على الاستقرار والسلام في البلاد"، و أشار فومين إلى صادرات الأسلحة إلى مالي في عام 2012. وفي ذات الصدد كان المدير عام مؤسسة "روس أوبورون أكسبورت"، أناتولي إيسايكين قد أعلن في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، في وزارة الخارجية الروسية أن حكومة مالي توجهت إلى روسيا الاتحادية بطلب توريد مدرعات ومروحيات وأسلحة الخفيفة. وقال: "أكتفينا إلى حد ألان بتوريد أسلحة خفيفة. وصدرنا قبل أسبوعين دفعة من هذه الأسلحة بموجب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين". وأضاف قائلا:" بحسب المعلومات المتوفرة لدى الشركة فإنه تجري في الوقت الحاضر محادثات بشأن توريد أسلحة أضافية إلى مالي بهدف مكافحة القوات المناهضة للحكومة". روسيا تنقل 36 طن من المساعدات الإنسانية إلى مالي و في سياق متصل دعت روسيا الأسرة الدولية إلى التركيز على آليات و عمليات سياسية لدى تسوية الوضع في مالي، حيث كشفت مصادر روسية، أن الحكومة تحث الأسرة الدولية على التركيز لدى حلها لهذه المشكلة على الجانب السياسي للعملية وليس على جانبها الأمني". و أشارت ذات المصادر على إرادتها في أي حال من الأحوال ألا يطول الوجود العسكري الفرنسي في مالي إلى ما لا نهاية. و في ذات الجانب أرسلت روسيا 36 طنا من المساعدات الإنسانية إلى مالي، أمس، وأكدت الناطقة باسم وزارة الطوارئ الروسية ايرينا روسيوس، أن موسكو قدمت مساعدات إنسانية لسكان مالي، وأوضحت المسؤولة أن طائرة تابعة للوزارة وصلت أمس إلى مالي، محملة ب 36 طنا من المساعدات الإنسانية التي تشمل خيما وبطانيات ومستلزمات أولية ومواد غذائية. بشرى.س