كانت غرفة العناية المكثفة في مستشفى الخليل الحكومي التي ترقد فيها والدة الأسير ايمن الشراونه كأنها مزار؛ فالقيادات السياسية والصحفيون وحتى طلبة الجامعات والمدارس كخلية النحل ذهابا وإيابا لزيارة أم أيمن والتضامن معها. قبل دخولنا بلحظات كان وفد من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بقيادة الشيخ رائد صلاح ومشاركة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وعدد من النواب يزورونها ويتضامنون معها ومع نجلها البطل أيمن. خلال حديثنا مع أم أيمن لم يتوقف لسانها عن الدعاء له وللأسرى، وعندما سألناها عن شعورها تجاه ما يجري لأيمن فاضت الدموع على وجنتيها وهي تقول: "الله يكون معك يما يا أيمن .. وين العالم عنك؟ وين مؤسسات حقوق الإنسان، أيمن بيموت موت بطيء، فقد البصر في إحدى عينيه، وكليته معطلة، وجسمه يذوب .. الله يكون معك يماه .. ومع إخوانك الأسرى". كانت هذه الكلمات تخرج من حنجرة أم أيمن المسجاة على سرير الشفاء وهي ممزوجة بالألم والدموع المنهمرة، وعند سؤالنا لها عن تضامن الفعاليات والجماهير .. قالت أم أيمن: "بارك الله فيهم جميعا .. الله يجزيهم الخير والله ما قصروا، كل أهل الخير حضروا وتضامنوا معي ومع ابني من كل الفصائل، والإخوة والمشايخ من داخل الخط الأخضر والوزراء والنواب والتشريعي .. الله يماه يحميهم ويحمي أولادهم وأولاد شعبنا .. والله ينصرك يا أيمن على عدوينك". وحول دورها في التضامن مع أيمن قالت أم أيمن: "أنا أضربت مع أيمن في المرة الأولى وبعد ما عاد إلى الإضراب من جديد لعدم الإفراج عنه .. قررت الإضراب عن الطعام من جديد ولن أتناول الطعام حتى يتم الإفراج عن أيمن.. يموتي .. يماه ..!! أنا آكل وأنت بتموت من الجوع يحرم على الأكل". " ناشدت أم أيمن "كل الشرفاء والمسؤولين في فتح وحماس وحقوق الإنسان التدخل لإنقاذ حياة أيمن .. يا ناس أيمن بيموت وانتوا بتتفرجوا ؟؟ وأناشد أيضا المشايخ والعلماء أن يتوجهوا بالدعاء الصادق إلى الله أن يشفي أيمن وأن يصبره ويفرج كربه .. يما ياحبيبي الله يحميك .. الله ينصرك ويفرج كربك، نفسي أشوفك قبل أموت .. الله يصبرك ويحميك وينصرك على السجان". بهذه الآهات وهذه الدعوات كانت أم أيمن تتضرع وتصدع، انتظرناه برهة حتى استعادة أنفاسها، وتوجهنا لها بالسؤال: ماذا تقولين للأسرى زملاء أيمن فقالت: "الله يحميهم الأبطال .. الله يكون معهم .. الله يفرج كربهم وكرب أيمن، كونوا يد وحده على السجان العدو .. ديروا بالكوا على بعض .. وديروا بالكو على أيمن.. الله يفرج كربكوا كلكوا". كما ثمنت مشاركات وتضامن الجماهير مع نجلها أيمن، إنها الأم الفلسطينية التي عانت ولا تزال طوال سنين الاحتلال، وهي تتنقل في زيارات مرهقة من سجن لآخر، هكذا كانت رحلة أم أيمن قبل الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار، وها هي اليوم عذاباتها وهي تذرف الدمع والدم حزنا على فلذة كبدها الذين يموت موتا بطيئا في سجون الاحتلال.