لم يشفع العمر الستيني ولا الحالة الصحية المقلقة للأسير ميسرة أبو حمدية (64 عامًا) لدى سلطات الاحتلال الصهيوني، والتي حكمت عليه في محكمة "عوفر" العسكرية بالسجن المؤبد، بتهمة مقاومة الاحتلال قبل 11 عامًا من الآن. وقال أمجد النجار، مدير نادي الأسير في الخليل، إن "الأسير ميسرة أبو حمدية تأكدت إصابته بالسرطان بعد معاناة طويلة مع المرض ونقله أكثر من مرة إلى مستشفى "سوروكا"، الأسير أبو حمدية أصيب عام 2007 بنزيف في المعدة ويعاني كذلك من الضغط والكولسترول، لتؤدي سياسية الإهمال الطبي أخيرًا إلى إصابته بالسرطان. حكم انتقامي وأضاف النجار أن الحكم الذي صدر بحق الأسير كان نابعًا من نزعة انتقامية مبيته من قبل سلطات الاحتلال، التي لم يشف غليلها اعتقال أبو حمدية أربع مرّات سابقة، بل واصلت هذه السلطات ملاحقته، حتى بعد أن أبعدته إلى الأردن عام 1978، وهو يعتبر من العائدين. وفي هذا الإطار تقول شقيقته اعتدال أبو حمدية إن شقيقها عاد إلى أرض الوطن عام 1998، لكنّ سلطات الاحتلال اعتقلته في العام 2002، ومنذ ذلك الحين وهو يقبع في الأسر، وكان قد اعتقل عدة مرات أيضًا في الستينيات بسبب نشاطه في صفوف حركة "فتح". محرومون من زيارته وتعيش عائلة الأسير أبو حمديّة، المكونة من أربعة أبناء وزوجة، في العاصمة الأردنية عمّان، ولا يتسنى لها زيارته، كما يحرم أشقاؤه وشقيقاته الذين يعيشون في مدينة الخليل من زيارته، ومع ذلك يتمتع بمعنويات عالية وإرادة صلبة، رغم حالته الصحية والأمراض التي يعاني منها، والحكم الجائر بحقه. من جهتها أوضحت اعتدال أبو حمدية شقيقة الأسير أن الحكم الصادر بحق شقيقها ظالم، وليس له أساس قانوني له، مبيّنة أن التهمة الأمنية الموجهّة له، اعتمدت على اعترافات من قبل شهود آخرين، ولم تثبت عليه التهمة ولم يعترف بها ولا بشرعية المحكمة الصهيونية التي حاكمته. مناشدة وتضامن كما ناشدت اعتدال أبو حمدية، المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية التدخل للإفراج عن شقيقها بسبب وضعه الصحي، وظروف الاعتقال السيئة التي يعيشها والضغط النفسي الناجم عن ذلك، والغذاء غير الصحي الذي يقدم له. وجدد نادي الأسير الفلسطيني في الخليل نداءه لكافة المؤسسات المعنيّة بحقوق الإنسان، التدخل الفوري لدى سلطات الاحتلال لإنقاذ حياة الأسير العميد أبو حمدية المعتقل في سجن "ريمون ". يذكر أن نادي الأسير في الخليل يقيم الآن اعتصامًا تضامنيًّا مع الأسير ميسرة أبو حمدية في الخليل أمام "الصليب الأحمر".