أطلق أسرى سجن ريمون الصحراوي مناشدة عاجلة لإنقاذ زميلهم الأسير المسن ميسرة أبو حمدية (65 عاما) والذي تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ في الأيام القليلة الماضية. وطالب الأسرى في رسالتهم التي وصلت إلى جمعية "واعد" للأسرى والمحررين كافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية بضرورة التدخل العاجل للإفراج عن الأسير ميسرة أبو حمدية الذي يعاني من عدة أمراض أخطرها سرطان الحنجرة، مؤكدين أن الأسير أبو حمدية سيلقى نفس مصير الأسير عرفات جرادات -الذي توفي مؤخرا- في أية لحظة. وأضاف الأسرى بأن زميلهم أبو حمدية يطالب بأن يموت بين أسرته وعائلته وليس بين عتمة السجن والزنازين حيث يشعر أنه في أيامه الأخيرة. وتوصل قوات الاحتلال اعتقال قرابة (4700) أسير فلسطيني في سجونها بينهم المئات من الأسرى يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة منهم 150 أسيرا بحاجة لإجراء عمليات جراحية عاجلة. وكانت سلطات الاحتلال رفضت الإفراج عن الأسير بعد ثبوت إصابته بمرض السرطان ويعاني من تدهور وخطورة في وضعه الصحي . وأوضح "نادي الأسير" الفلسطيني في بيان له بأن الحالة الصحية المقلقة للأسير أبو حمدية والتي حكمت عليه في محكمة "عوفر" العسكرية بالسجن المؤبد، بتهمة مقاومة الاحتلال قبل 11 عام من الآن لم تشفع له بالإفراج. واضاف أن الأسير ميسرة أبو حمدية، تأكدت إصابته بالسرطان بعد معاناة طويلة مع المرض وتم نقله أكثر من مرة إلى مستشفى "سوروكا" و أصيب عام 2007 بنزيف في المعدة ويعاني كذلك من الضغط والكولسترول، لتؤدي سياسية الإهمال الطبي أخيرا إلى اصابته بالسرطان . واعتبر نادي الأسير أن الحكم الذي صدر بحق الأسير كان نابعًا من نزعة انتقامية مبيتة من قبل سلطات الاحتلال، التي لم يشف غليلها اعتقال أبو حمدية أربع مرّات سابقة، بل واصلت هذه السلطات ملاحقته، حتى بعد أن أبعدته إلى الأردن عام 1978، وهو يعتبر من العائدين. وفي هذا الإطار تقول شقيقته إعتدال أبو حمدية: "إن شقيقها عاد إلى أرض الوطن عام 1998، لكنّ سلطات الاحتلال اعتقلته في العام 2002، ومنذ ذلك الحين وهو يقبع في الأسر"، وكان قد اعتقل عدة مرات أيضاً في الستينيات بسبب نشاطه في صفوف حركة "فتح". وتعيش عائلة الأسير أبو حمديّة، المكونة من أربعة أبناء وزوجة، في العاصمة الأردنية عمّان، ولا يتسنى لها زيارته، كما يحرم أشقاؤه وشقيقاته الذين يعيشون في مدينة الخليل من زيارته، ومع ذلك يتمتع بمعنويات عالية وإرادة صلبة، رغم حالته الصحية والأمراض التي يعاني منها، والحكم الجائر بحقه. وناشدت إعتدال أبو حمدية المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية التدخل للإفراج عن شقيقها بسبب وضعه الصحي، وظروف الاعتقال السيئة التي يعيشها والضغط النفسي الناجم عن ذلك، والغذاء غير الصحي الذي يقدم له.