نظمت جمعية الصحة للجميع الكائن مقرّها بالشفّة بالبليدة، والتي ترأسها الحكيمة شعبان صاري جويدة، يوما تحسيسيا وإعلاميا لفائدة المصابين بداء السكري، وهذا بالتعاون مع بلدية مفتاح التي لم يتغيب رئيسها رفقة نوابه عن الموعد، وبحضور أخصائيين في الطب الداخلي، وإمام خطيب، ممّن أسدوا نصائحهم الثمينة لمرضى السكري، خصوصا ونحن على أبواب استقبال الشهر الفضيل . مريم والي تحت شعار " مرضى السكري ورمضان " سطرّت جمعية الصحة للجميع برنامجا ثريا لفائدة المصابين بالداء السكري بمفتاح، وبالتعاون مع مصالح البلدية كانت ساحة هذه الأخيرة في صبيحة اليوم التحسيسي والإعلامي، فضاء رحبا لاستقبال جميع المواطنين الراغبين في الكشف عن نسبة السكر في دمهم، خصوصا وأن الكثيرين منهم يجهلون حملهم لهذا الداء، وهذا ما يفتح للمريض مجالا توعويا وتهيئة نفسية، بعد تكفل الجمعية بقياس نسبة السكر في دمه لمرتين، ومن ثمّ توجيهه مباشرة إلى الطبيب المختص من أجل تأكيد إصابته بالداء بتحاليل أخرى، قبل وقوعه في الحالة الإستعجالية، وهذا ما وقع مع بعض الحالات التي توافدت على الفضاء الذي نظمته الجمعية، مثلما توافد عليها في صبيحة اليوم التحسيسي المصابون بداء السكري من أجل تسجيل أسمائهم في قائمة المستفيدين من أجهزة قياس السكر في الدم التي وزعت الجمعية أزيد من 120 جهاز منها، حسب ما أكدته الدكتورة شهداني رادية على هامش اليوم التحسيسي . وبرمجت جمعية الصحة للجميع بقاعة بلدية مفتاح عشية اليوم التحسيسي لإثراء معلومات قيّمة انتفع بها مرضى السكري وذويهم، أكدوا من خلالها على ضرورة الوقاية التي تعدٌ خيرا من ألف علاج، ونوّهوا إلى الجانب الأكثر أهمية في علاج داء السكري وهو الطعام الصحي، إذ يتعين على مريض السكري محاولة الإقلال من تناول الدهون والإكثار من الأطعمة التي تحتوي على الألياف، إلى جانب بذل المزيد من الجهد في خفض مستوى الجلوكوز في الدم، وقد يكون الأمر ببساطة صعود السلالم بدلا من المصعد أو المشي بدلا من قيادة السيارة، مشيرين إلى ضرورة التعامل مع داء السكري بجدية، فإذا لم تتم السيطرة عليه على النحو الصحيح، فقد يتسبب في مضاعفات صحية على المدى البعيد، ومن خلال التحكم الصحيح في مستوى الجلوكوز في الدم فسوف تقل لديك احتمالات التأثر بالمضاعفات المستقبلية فيما يتعلق بكل من : الدورة الدموية، الأرجل والأقدام، الأعصاب، الكلى، العينيين والقلب . وتضمنت المحاضرة التي ألقتها المختصة في الطب الداخلي الحكيمة رادية صاري تحت عنوان " المرأة الحامل والسكري" نقاطا قيّمة لفائدة حالة خاصة، وهي مريضة السكري التي يتكوّن لديها حمل خطير من شأنه التأثير على الجنين، مشيرة إلى أعراض الإصابة بالسكري لدى المرأة الحامل التي تجهل الإصابة به، وعوامله مثل المرأة التي يزيد سنها عن 35 سنة أو المرأة البدينة، أو أن يكون أحد والديها مصاب بهذا الداء فتتلقاه وراثيا، أو إصابة طفلها بتشوهات خلقية، أو موت الجنين في بطن أمه، وحتى زيادة وزنه عن 4 كلغ . وأثرى المحاضرة الإمام تهامي زروق بإرشاداته الدينية التي دعّمها بآيات الله الكريمة والأحاديث الشريفة، التي تحلّ ُ للمصاب بداء السكري الإفطار برخصة أجازها له الشرع، منوّها بضرورة الرجوع دائما والعمل بما يطلبه الطبيب من المصاب، كما أفتى بالسؤال الذي يشغل بال كل مريض سكري وذويه في حال إفطاره شهر رمضان الكريم برخصة موجزة، وهو التصدق ب 100 دج جزائري عن كل يوم على أقصى تقدير، وهو ما يعادل 3000 دج للشهر كلّه، أما المريض الفقير فيجوز له التصدق بكيس سميد، وبهذا يكون المريض مأجورا بحالتين، أولهما الحفاظ على صحته والعمل بشرع الله، وثانيهما انتفاع غيره بصدقته من الفقراء والمحسنين . من جهتهم ثمّن الحاضرون مبادرة جمعية الصحة للجميع، التي كانت قد حطّت رحالها ببلدية موزايا، العفرون، الأربعاء قبل وصولها إلى مفتاح، فيما توعّد مير مفتاح دحمان عبد الرحمان المصابين بداء السكري، بإنشاء جمعية تخصهم على مستوى البلدية، تتلقف انشغالاتهم المطروحة، خصوصا وأن فئة كبيرة منهم محرومة من الدواء وتشتريه بأثمان باهظة، كونها غير منخرطة في صندوق الضمان الاجتماعي .