كشف الأمين العام لحركة البناء الوطني، أحمد دان، عن مبادرة جديدة ستتقدم بها الحركة في الساحة السياسية والتي اختيرت تحت اسم" مبادرة الجزائر الأمينة"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تتجه إلى تأسيس و تكريس الثقافة الشرعية التي يجب أن تسود رئاسيات 2014. وقال الأمين العام لحركة البناء الوطني، أمس الأربعاء، على هامش الندوة الصحفية التي احتضنها فندق السفير بالجزائر العاصمة، تحت عنوان" المرأة والطفل في ظل الأزمات"، "إنّ حركة البناء الوطني ستقدم للساحة السياسية بمبادرة الجزائر الآمنة، للخروج من حكاية الرئاسيات والمترشحين التي أصبحت الهم الوحيد لدى القادة والشعب في الجزائر". وأضاف:" هذه المبادرة تتجه إلى تأسيس وتكريس ثقافة الشرعية التي ستتنافس عليها الأحزاب في الرئاسيات المقبلة والتخلص من حالة الشرعية المنقوصة التي تظهر في كل مرة"، وأشار في ذات الشأن، إلى أن الرهان الحقيقي المرتبط بالرئاسيات هو رهان متعلق بالديمقراطية، ولابد أن يحصل بين مكونات الساحة السياسية الجزائرية عقد اجتماعي سياسي أو عقد ديمقراطي يحمي الثوابت الوطنية، وينشط العملية الانتخابية بما يمنح المعارضة فرصة ودور في بناء الدولة رغم التنافس على السلطة، وشدّد ذات المتحدث على ضرورة أن يكون الرئيس القادم ذو بعد ديمقراطي كبير تنتهي معه حالة الشرعية المنقوصة والمتهمة بالتزوير في كل مرة، كما أكد على شرعية الأحزاب السياسية في الجزائر، وحق كل حزب في أن يضع مرشحا يمثله، داعيا كل الأحزاب لعدم التضييق وتأسيس الشرعية لتجاوز احتكار السلطة. الإخوان مشروع وسطي معتدل يلتقي مع بقية مشاريع الوسطية ومن جانب آخر، وفيما يخص الأحداث الجارية في مصر وليبيا وسوريا وتونس، انتقد أحمد دان عمل الجامعة العربية في ظل الأحداث الدامية التي تحدث بهذه البلدان العربية، وقال في هذا الشأن:" لا جدوى منها في الوقت الحالي، مادامت لم تحرك ساكنا في كل الاغتيالات والجرائم التي تحدث"، وفيما إذا كانت هذه الأحداث مؤثرة على الجزائر، أوضح الأمين العام أن هذه النماذج مؤثرة حتما على الساحة العربية بما فيها الجزائر، لكن الرئاسيات القادمة ليست ذات علاقة مباشرة بموضوع الخلاف داخل الأحزاب الإسلامية، ولكنها تؤثر على الساحة كلها بما فيها الإسلاميين. وفيما يتعلق بالمجازر التي ترتكب في مصر، تأسف أحمد دان لما يحدث، موضحا أن هذه المجازر التي راح ضحيتها المئات من الأشقاء المصريين، تقوم بها عصابات إجرامية على السلطة لا تملك كل مقومات الشرعية وتدوس على حقوق الإنسان بأسوأ الأشكال الاستبدادية، تحت مزاعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الأحداث الدامية في مصر لها انعكاسات على الأمة العربية ككل، وإرجاع الشرعية في مصر تعني عصر جديد يؤسس للديمقراطية الشعبية المحض، وقال في ذات الشأن:" نحن نشاهد تواطؤ عالمي من أنظمة المصالح وأنظمة الديكتاتوريات للسكوت على قمع الشرعية في مصر واللجوء إلى نظام السلاح وقتل الشعب في الشارع المصري. وفي حديثه على الإخوان المسلمين، قال دان:" نحن كحركة مع الشعب المصري، مع خيارات الأخوة المسلمين، نساند بكل قوة المظاهرات التي يقوم بها الإخوان المسلمين و المؤيدين للرئيس المعزول مرسي"، وأضاف:" الإخوان هم مشروع وسطي ومعتدل يلتقي مع بقية مشاريع الوسطية في العالم الإسلامي مع احترام خصوصيات الدول المختلفة"، وأشار إلى أن حكم الإخوان المسلمين لا يعني الدولة الإسلامية وإنما يسعون لدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية تحمي حقوق الإنسان فحسب.