تتواصل معاناة عمال البريد في المطالبة بحقوقهم بعد الوعود الكثيرة التي تلقوها من عدة مسؤولين أولهم وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، الذي أعلن الموافقة الرسمية على مطالبهم في حين تبقى علامات الاستفهام التي تطرح نفسها. إتفق أمس عمال البريد العاصمة على شل الخدمة على مستوى المكاتب البريدية بالعاصمة، واعتصموا أمام البريد المركزي، منددين بسياسة التماطل التي تنتهجها الوزارة الوصية في تلبية مطالبهم المرفوعة. وتسببت الحركة الاحتجاجية التي شنها عمال البريد في شلل تام على مستوى البريد المركزي بنسبة 100 بالمائة، كما قام العمال بشل الخدمات على مستوى البريد المركزي دون ضمان الحد الأدنى من الخدمة. وجاءت حركتهم الاحتجاجية بعد انتظار طويل لتحقيق وتطبيق مضمون البيان الموقع من طرف المسؤول الأول عن القطاع والذي تضمن تسديد مستحقاتهم ومخلفات سلم الأجور بالأثر الرجعي من سنة 2008 إلى غاية 2011، وإعادة النظر في سلم الأجور، إضافة إلى دفع المنح والعلاوات التي لم يتم يتسلمها العمال إلى غاية اليوم، وكذا تحسين ظروف عملهم التي وصفوها بالمزرية. وأعرب العمال في حديثهم ل "الجزائر الجديدة" عن إستغرابهم لطول المدة التي اتخذتها الجهات المسؤولة في تطبيق ما وعدت به، بالرغم من أنه تم إمضاء الوزير على كل الوثائق الخاصة بدفع المنحة الرجعية وكذا الموافقة على مجمل مطالبهم. وفي ذات السياق طالب العمال بتدوين بيان رسمي تحدد فيه وزارة بن حمادي التواريخ بدقة من أجل تسوية وضعيتهم ووضع النقاط على الحروف خصوصا فيما يتعلق بالمنحة ذات الأثر الرجعي، مجددين في ذات الوقت مطلبهم المتعلق بمراجعة سلم الأجور عن طريق تعديله بتحيينه منطقيا وموضوعيا بصفة شاملة وبدون استثناء أوتأجيل، وكذا تحسين الظروف المهنية لهم. كما جدد العمال مطلبهم ورغبتهم في نقابة جديدة تدافع عن حقوقهم وتقف على جانبهم، متهمين النقابة الحالية بالغياب وإهمالها لأداء مهامها المتمثلة أساسا في الدفاع عن المطالب الإجتماعية الخاصة بهم، مشيرين إلى أنه تم دفع ملف النقابة على مستوى وزارة العمل منذ أكثر من عام في انتظار الرد على مطلبهم.