تطرقت الروائية والأديبة الجزائرية ربيعة جلطي إلى مراحل كتابة أحدث أعمالها الروائية والموسومة بعنوان "عرش معشق" التي سترى النور في فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب 2013، حيث استمدت أفكارها من الأوضاع المريرة التي تخبطت فيها البلاد طيلة ثلاثة أجيل مرت على الجزائر. وذكرت الروائية صاحبة رائعة "نادي الصنوبر" أن هذه الرواية "عرش معشق" التي صدرت عن منشورات ضفاف ببيروت والاختلاف بالجزائر، سوف تكون متوفرة في مختلف المكتبات الوطنية هذه الأيام، على أن يتم تقديمها في معرض الكتاب الدولي بالجزائر في 30 أكتوبر2013، متفائلة في ذات السياق بإمكانية نجاحها وإحداثها للقطيعة المنشودة من خلال تطرقها لأحد أهم المواضيع التي لم تتناولها الرواية العربية من قبل. وقالت الشاعرة الجزائرية ربيعة جلطي في تصريح خاص ل" الجزائر الجديدة" أن ثالث أعمالها الروائية الموسوم بعنوان "عرش معشق" قد تطلب منها الاشتغال عليه مدة سنتين كاملتين، حيث قالت: "رواية عرش معشق تتضمن رؤيتي لمفهوم الجمال الذي كثيرا ما تصورته الرواية العربية على وجه من التبسيطية والسذاجة أحيانا، كل ذلك من خلال البطلة "نجود زليخا" ذميمة الشكل والتي تعيش حياة خارجية وداخلية مليئة بالمتناقضات النفسية والجسدية مستمدة رمزيتها من مفاصل التاريخ الخاص لثلاثة أجيال من عائلتها، وكذا من التاريخ العام للبلاد في حالات إشعاعه وحالات ظلمته"، وتابعت تقول "في عرش معشق تفرض فكرة العيش المشترك نفسها كحتمية إنسانية في عالم أضحى أضيق من خرم إبرة ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا تحقق تعايش للديانات التي تكرم الإنسان وتكرم الحب، رواية عرش معشق نص مؤسس على السرد المكثف الذي تُروى من خلاله الحكاية على ألسنة متعددة وبحساسيات مختلفة". وللإشارة فإن ربيعة جلطي أديبة وشاعرة وأكاديمية جزائرية، من مواليد الإبداع المبكر، حاصلة على دكتوراه الدولة في الأدب المغربي تحت عنوان "الأرض في رواية المغرب العربي"، تملكها حس الرواية وتملك حس الشعر وأدوات اللغة فكتبت بالعربية وحجزت لأسمها مكانا مع المبدعين، حيث تمتاز كتاباتها بالرشاقة، تحتفي بالتفاصيل، توظف العناصر الحية والرمز والدلالات في بناء الصورة، تراوغ النص من خلال "جدلية الذات والموضوع"، دائمة البحث عن التجدد في اللغة. سارت فأبدعت، وكتبت فأجادت، ونشرت فكان أول ما كتبت "تضاريس في وجه غير باريسي" سنة 1981 عن دار الكرمل، ثم "التهمة" سنة 1984، وبعدها "شجر الكلام" سنة 1991 عن دار السفير المغربية، تلتها بعد ذلك كل من "كيف الحال" سنة 1996 عن دار حوران سوريا، و"حديث السر" سنة 2002 عن دار الغرب بالجزائر، و"من التي في المرآة" سنة 2004 عن دار الناية سوريا، ثم "حجر حائر" سنة 2004 عن دار النهضة، وواصلت مسيرتها الشعرية مع "بحار ليست تنام" سنة 2008 عن دار الناية. كما واصلت جلطي مسيرتها الأدبية من خلال الخوض في أحد العوالم الجديدة عنها وهو عام الرواية الذي دخلت دهاليزه من خلال أول رواياتها الموسومة بعنوان "الذروة" التي فازت كأفضل رواية جزائرية لعام 2010 في مسابقة نظمها النادي الأدبي الجزائري عبر الانترنت، ثم برهنت على إمكانياتها الروائية العريقة من خلال إصدارها لرائعة "نادي الصنوبر" التي أحدثت ضجة في عالم الرواية الجزائرية والعربية والتي كانت مفاجأة الموسم الأدبي لسنة 2012، وهذا قبل أن تصدر أحدث أعمالها التي تطرقنا إليها "عرش المعشق" التي من المرتقب أن تكون مفاجأة الموسم الأدبي الحالي وكذا معرض الجزائر الدولي 2013.