تستعد مدينة مفتاح، شرق ولاية البليدة، لاستقبال وفد حكومي يقوده الوزير الأول عبد المالك سلال هذا الثلاثاء، العاشر من ديسمبر (قد تؤجل بسبب أجندة حكومية طارئة) في زيارة تفقدية للمنطقة الصناعية، بما فيها مصنعي الاسمنت والأجر، لحسابات متعلقة بالمشاريع السكنية في المنطقة والولايات الوسطى. قال عضو المجلس البلدي، "حسن.ز" ل"الجزائر الجديدة"، إن المشيخة البلدية تعمل على قدم وساق لتحضير زيارة الوزير الأول للبلدية، التي تتزين على غير العادة، وقد شهد محيط المنطقة الصناعية "رتوشات" وملصقات إشهارية تُروج لمقدرة مصنع الاسمنت على رفع التحدي المتعلق برفع الإنتاج السنوي في الاسمنت، وهو التحدي الذي حققه عمال وتقنيو المصنع السنة الماضية بإنتاج مليون طن من الاسمنت، وهو رقم كبير لم يحققه أو يقترب منه المصنع منذ تشغيله سنة 1971، وهذا المصنع يحاذي مجمع الاسمنت ومشتقاته للوسط، ما يعني أن زيارة سلال للمنطقة ستشمل حديثا مع مسؤولي المجمع الذي يشرف على مصانع سور الغزلان والشلف ومفتاح في آن واحد. وتُسابق الإدارة المحلية بولاية البليدة الزمن لتحضير زيارة عبد المالك سلال إلى المنطقة الصناعية، لعلمها أن هذه الزيارة ليست زيارة تفقدية عادية، بل تخفي ورائها أجندة خاصة جدا، حسب مصدر من مديرية الإدارة المحلية، قال إن رهان تنفيذ مشاريع البناء والعمران التي برمجتها الحكومة في السابق وهذه السنة تتطلب رفع إنتاج مواد البناء زيادة على المعتاد، لتلبية الطلب المحلي على هذه المواد، وتلبية الكوطات الإضافية المطلوبة لتسريع وتيرة بناء العمارات السكنية المبرمجة وفق مختلف صيغ السكن المطروحة في البلاد، خصوصا مع إضافة ما يزيد عن 230 ألف سكن في صيغة البيع بالإيجار "عدل" فقط، ناهيك عما هو مبرمج حسب الصيغ السكنية الأخرى. وسيطلب سلال من مسؤولين "لافارج" الفرنسية، التي تدير شؤون مصنع الاسمنت بمفتاح، مزيدا من الإنتاج، وسيزور وحدة الأجر، التي عرفت تغيرا في رأسمالها بدخول لافارج ومستثمر جزائري اسمه سواكري، وينتظر أن يدور الحديث بين الطرفين على نوعية الأجر والقرميد المطلوب للمشاريع السكنية المبرمجة أو تلك التي ستبرمج في الأشهر القادمة، خصوصا بالنسبة لولاية الجزائر، التي صارت بلدياتها تشتري قطعا أرضية، أو تستفيد منها، في الوعاء العقاري لبلدية مفتاح البليدية، وتبني عليها ما يساعدها على امتصاص مزيد من الطلبات على السكن بعاصمة البلاد، وهناك عمليات ترحيل إلى السكنات بمفتاح ستبرمج لاحقا لفائدة سكان من حسين داي والجزائر الوسطى وغيرها من البلديات العاصمية. وينتظر أن يطلب منتخبو البلدية، التي لا تبعد عن الجزائر العاصمة غير 27 كيلومتر، من الوزير الأول النظر في ترميم خط السكك الحديدية، الذي انشأته فرنسا زمن الاحتلال، وجرى إهماله، وكان خطا تجاريا يربط مدينة مفتاح (ريفي سابقا) بمدينة رويبة، ثم ميناء الجزائر، على أمل أن يتحول هذا الخط إلى خط نقل يقضي على أزمة النقل من مفتاح إلى الجزائر العاصمة، خاصة وأن هذه المدينة كبرت سكانيا عشر مرات على ما كانت عليه قبل عشرين سنة، وأصبحت مدينة تختصر 48 ولاية، مثلما يقول العارفون بالتغيرات السوسيولوجية الحاصلة فيها الآن.