أعلن وزير النقل، عمار غول، عن برنامج ثاني للتعاون يجمع الجزائر والاتحاد الأوروبي لدفع عجلة النقل والاستفادة من الخبرة الأوربية في هذا المجال بغلاف مالي يقدر ب 16 مليون أورو. أوضح، أمس، غول على هامش اللقاء الذي عقده بفندق الجزائر بالعاصمة، أن البرنامج الثاني لدعم قطاع النقل بالجزائر، والذي يجمع دول 5+ 5 يهدف بالدرجة الأولى إلى تحديث نوعية الخدمات على كل المستويات، خاصة ما تعلق بضمان الأمن والنوعية في المجال البري، البحري والجوي للنقل في الجزائر، مؤكدا أن هذا التعاون ستنبثق عنه إجراءات عاجلة، على غرار إصدار مراسيم تنفيذية لتنظيم كل ما يهم هذا القطاع على أرض الواقع. وأشار عمار غول إلى أن ميزانية البرنامج الثاني لدعم الإصلاحات في قطاع النقل 2014 /2020 تقدر ب 16 مليون أورو، حيث يشارك الاتحاد الأوروبي ب 13 مليون أورو، وكشف غول عن اجتماع لإطارات وزارة النقل مع الاتحاد الأوروبي لدعم الإصلاحات، موضحا أن قطاع النقل سيعرف قفزة نوعية في إطار تنسيق أنماط النقل، كاشفا في ذات السياق عن مشروع لتوحيد التذكرة في وسائل النقل الجماعي، حيث تصبح تذكرة القطار هي ذاته تذكرة الحافلة والميترو، وفي ذات السياق، أكد غول أن هذه الإجراءات تكتسي طابعا اقتصاديا واجتماعيا في الوقت ذاته، موضحا أنه من شأنها إعادة المواطن إلى النقل الجماعي وتنظيم مستوى النقل ورفع الضغط. وأفاد وزير النقل أن البرنامج الأول للنقل مع الاتحاد الأوروبي 2010/2014، قد ركز على تنظيم مؤسسات النقل كالموانئ والمطارات، ويركز البرنامج الثاني على تكوين العامل البشري وإعادة تأهيل هذه الموارد وتأطير المدارس الوطنية للنقل بالجزائر على غرار مدرسة رويبة، تيبازة، بوسماعيل وباتنة، من أجل تحديث البرامج بما تماشى مع متطلبات العصر الحالي ومع الحاجيات الوطنية، مبرزا أنه سيتم التركيز خلال هذا التكوين على التسيير والترويج للفضاء الاقتصادي، وكذا التكوين في مجال الصيانة ورفع مستوى المهندسين والتقنيين عن طريق تبادل الخبرات بين مجموعة 5+5 من الاتحاد الأوروبي. وأضاف المسؤول الأول عن القطاع، بأنه سيقوم بإدماج جميع المستفيدين من الدورة التكوينية ضمن مناصب شغل دائمة، موضحا أن هذا التكوين سيشمل عمال الميناء و المطارات، خاصة وأن الجزائر قد استوردت مؤخرا عددا من الطائرات والبواخر، مما يستلزم تكوين العمال على جميع المستويات، وفيما يتعلق بالازدحام الذي تعاني منه العاصمة، فقد كشف المسؤول الأول عن قطاع النقل عن اجتماع قريب يجمعه مع عدد من القطاعات الأخرى لدراسة الملف، مبرزا أنه سيتم تقديمه لاحقا إلى الحكومة للمصادقة عليه، مضيفا أنه سيتم الخروج بقرارات عاجلة وأخرى تطبق على المدى القصير والطويل. كما كشف غول عن خلق 500 إشارة ضوئية توضع على مستوى العاصمة، كما سيتم إنشاء بالتعاون مع ولاية الجزائر عدة مرائب خارج الولاية للتقليل من هذا المشكل، هذا ونفى الوزير وجود أي نية لوزارة النقل بغلق مدارس السياقة القديمة التي لا تتوفر على شروط القانون الجدي الذي يفرض شهادة لسانس على أصحاب مدارس السياقة، مؤكدا أن المنظومة القانونية لا تخص إلا مدارس السياقة الجديدة، مطمئنا إياهم قائلا: " إن هذه المدارس ستبقى على حالها ونساعدها على التكيف ايجابيا ". وبخصوص تجديد الحظيرة الوطنية لمركبات النقل، شدّد غول على ضرورة المضي قدما في هذا المجال، مؤكدا وجود إستراتيجية واضحة تهدف إلى تحديد السن القانوني للمركبات المرخص لها بالسير للتقليص من حوادث المرور، مطمئنا الناقلين الخواص إلى أنه سيمنح لهم الوقت الكافي والمساعدة اللازمة لتجديد مركباتهم واستبدالها بمركبات تخضع للمواصفات والمعايير الخاصة بالسلامة، وهي إجراءات من شأنها حسب وزير النقل أن تخفف من حوادث المرور ومن التلوث البيئي وتوفر ربحا اقتصاديا.