عاد الصراع الثنائي الذي جمع لجنة تسير كأس الجمهورية للفاف وفريق اتحاد البليدة والسلطات المحلية للمدينة الى هيئة علي مالك التي قررت تأجيل لقاء الاتحاد بالشباب الى يوم الاثنين و نقل اللقاء الى ملعب بومزراق بالشلف. العارفون بخبايا كرة القدم كانوا على علم بنوايا لجنة تسيير منافسة الكأس التي تنتمي للفدرالية الجزائرية لكرة القدم، فمسيرو اتحاد البليدة الذين ظنوا أن قرباج وراء تعنت علي مالك وتأكيده على رفض اجراء اللقاء بملعب براكني ''الصغير'' والذي قد لا يتسع للجماهير من كلا الفريقين وقد يحدث مشكلة في التنظيم، الا أن المشكلة أساسا أكثر تعقيدا، ومست أكبر وأعلى الجهات المسيرة لفاف وكذا لولاية البليدة. الجميع يعلم أن مباراة الجزائرومالي والتي جرت بملعب تشاكر بالبليدة شهر سبتمبر الماضي نتجت عنها خلافات حادة في التسيير بين رئيس الفاف محمد روراوة ووالي البليدة، بحيث وجهت اتهامات لهذا الأخير بعدم تسير اللقاء كما ينبغي وقام روراوة بالاستعانة بمراسلة رسمية من طرف الفيفا ليدوّل خلافه مع محمد أوشان والي البليدة الذي رفض الانصياع لأوامر روراوة، بحيث كان هذا الأخير قد أبدى امتعاضه من طريقة بيع التذاكر 24 ساعة قبل مباراة مالي المهمة وهو ما نتج عنه لعب المباراة أمام مدرجات شبه شاغرة، أمر أغضب كثيرا روراوة وطالب بتسليم مفاتيح الملعب للفاف ليتم تسييره حصريا من طرف فدراليته، وكان هذا الطلب نقطة بداية الصراع الثنائي الذي استمر لما رفض روراوة الجلوس في المباراة أمام ملاوي بالمنصة الشرفية متجنبا الوالي قبل أن تتدخل الوزارة لمحاولة اطفاء النار وانهاء الخلاف، الذي كاد أن يدفع الفاف لتحويل مباريات الخضر الى قسنطينة. هذا الصراع خمد نوعا ما، لكن قضية مباراة بلوزداد واتحاد البليدة أشعلته من جديد بحيث حاول والي البليدة منع لجنة الكأس من برمجة اللقاء بتشاكر بحجة تواجد السيرك في ساحة الملعب مطالبا ارجاع اللقاء الى براكني، خطة محكمة تفطن لها مالك وروراوة الذين استغلوا حالة عدم النضج لدى مسيري البليدة لينقلوا اللقاء الى الشلف محدثين ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية، بحث اعتبر الكثير هذا القرار تعسفيا خرقا واضحا للقانون كون الفرق المستقبلة تملك حرية اختيار الملعب في حالة عدم توفر ملعبها على الشروط اللازمة لاحتضان مباراة في الكاس، وهي النقطة التي لم يتفطن لها مسيرو اتحاد البليدة في الوقت اللازم، بحيث كان بامكانهم مراسلة ذات اللجنة واختيار ملعب للقائهم، اجراء كان سيضع الفاف ولجنة الكأس أمام الأمر الواقع ويمنح السيادة من جديد لاتحاد البليدة. الأكيد أن هذه القضية أكدت أظهرت من جديد عيوب التسيير في الكرة الجزائرية بين ظالم وظلوم وعارف بالقوانين وجاهل لها، ويبقى ملعب الشلف الذي اختارته الفاف هو الفاصل بين الفريقين في هذا الدور، أما القضية المعقدة فستبقى عبرة للجميع.