باشرت مصالح الأمن تحقيقا معمقا في قضية تسير مشروع ترقية جبال ترارة وسبعة شيوخ بالمنطقة الشمالية لولاية تلمسان، الذي رصد له 1700 مليار سنتيم للنهوض بالمنطقة الجبلية وإقامة مشاريع هامة تعود بالفائدة على سكان المنطقة وفلاحيها في خطوة لإعادة أعمار الريف ولم تظهر لها نتائج ملموسة لحد الآن. يحدث هذا في الوقت الذي باشرت المؤسسة، التي اتخذت من منطقة الرمشي موقعا لإدارتها، تسريح عمالها الذين وضفتهم بدون تحقيق نتيجة مقارنة بالأموال الضخمة التي استهلكها المشروع والمعدات المادية والبشرية التي سخرت لها. هذا المشروع الذي انتظر فلاحو البلديات الشمالية لتلمسان، من تلمسان إلى غاية ندرومة، أن يعود عليهم بالخير بفعل الغلاف المالي المرصود له والمقدر 1700 مليار سنتيم لم يعرف التجسيد لحد الآن، والذي ظل خفيا إلى غاية تفجيره من قبل عمال تم تسريحهم هذا الأسبوع ونظموا وقفة احتجاجية أمام مديرية المشروع بشارع ديدوش مراد بالرمشي. المشروع كان يضاهي مشروع الهضاب العليا من خلال الغلاف المالي المرصود له سنة 2007 وتم توظيف أكثر من 30 عاملا من الإطارات باشروا دراسة لأقامه مشاريع ببلديات سبعة شيوخ، بني خلاد، هنين، دار يغمراسن، ندرومة، تيانت، لكن لحد الساعة لم تر هذه المشاريع النور رغم أن المدة الزمنية المعدة لهذا المشروع لا تزيد عن 7 سنوات تنتهي سنة 2015. وفجر العمال الذين تم تسريحهم قنبلة من العيار الثقيل تخص استغلال الدراسات أكثر من 5 سنوات واستهلكت كل الأموال بدون إنجازات لا تزيد عن شق الطرق الريفية، تهيئة الينابيع المائية غرس الأشجار المثمرة وحماية الأراضي من الانجراف. وبقيت أغلب الدراسات في أدراج المكاتب ولاما يمكن تجسيدها خاصة مع نوعية المسيرين المتقاعدين من قطاع الفلاحة الذين يسعون بكل الطرق لتمديد عمر المشروع من أجل تحقيق أكبر قدر من المنافع في ظل غياب الرقابة لحماية المال العام من التبذير طيلة فترة المشروع، في الوقت الذي تحتاج المنطقة الشمالية إلى شق الطرق وتهيئة الينابيع المائية من أجل إعادة الاعتبار للمنطقة الجبلية التي هجرها سكانها خلال العشرية السوداء. وباشرت مصالح الفلاحة في إنهاء هذا المشروع من خلال إدخال إدارة الغابات إلى المقر الرئيسي للمشروع استعدادا لتصفية الشركة التي لم تقدم ما يقابل 1700 مليار، حيث انطلقت التحقيقات للوقوف على واقع هذا المشروع وكيف تم صرف أمواله دون تجسيد المشاريع. وفي انتظار ما ستكشفه التحقيقات الأمنية، نحن امام سيناريو المحافظة السامية لتطوير السهوب بالجهة الجنوبية التي استغلت معاناة الموالين في نهب الملايير في مشاريع لم تنجز وانتهت بجر مسؤوليها إلى العدالة.